ثورة اون لاين -فؤاد الوادي:
يخطئ من يعتقد أن ما يجمع بين البلدين سورية وفنزويلا، هو مجرد علاقات دبلوماسية أو سياسية أو اقتصادية، فما يجمع بينهما أكثر وأكبر من ذلك بكثير، يبدأ من الارتباط والتجانس والتناغم الاجتماعي والفكري بين الشعبين السوري والفنزويلي، ولا ينتهي عند التاريخ الطويل من النضال والكفاح المشترك ضد قوى الشر والبغي والطغيان التي كانت تلتقي عند استهداف ومحاربة كل الشعوب والبلدان التي ترفض سياساتها ومخططاتها الاستعمارية والاحتلالية وفي مقدمتها كانت دمشق وكراكاس.
عند هذه النقطة المحورية، نقطة التصدي لقوى الظلم والطغيان، كانت البداية وكان الالتقاء بين سورية وفنزويلا، حيث استحضار التاريخ القريب والبعيد كفيل بإلقاء الضوء على التاريخ النضالي للبلدين اللذين حملا على عاتقهما ومن موقع كل منهما الجغرافي والمكاني والزماني والتاريخي، الدفاع عن حقوق وقضايا المظلومين والمقهورين، لاسيما تصديهما ووقوفهما المشترك والمتواصل حتى اللحظة في وجه المشاريع والمخططات الأميركية والصهيونية والغربية التي تستهدف تدمير الدول والشعوب والسيطرة عليها من أجل نهب خيراتها وثرواتها والتحكم بمفاتيح قرارها وكرامتها وسيادتها.
عند مقاومة المخططات والمشاريع الصهيو-أميركية خصوصا، والاستعمارية على وجه العموم، كانت البداية وكان الالتقاء بين سورية وفنزويلا في خندق المواجهة مع دول الاستعمار، انطلاقا من المصير المشترك الذي يجمع دول المقاومة والكرامة والعنفوان، وهذا الأمر هو الذي زاد وضاعف من الهجمة الأميركية الصهيونية الشرسة على كلا البلدين طيلة السنوات والعقود الماضية، الهجمة التي تجسدت بشكل واضح في الحرب الإرهابية التي لاتزال تستهدف سورية منذ نحو تسع سنوات والتي واجهتها سورية بكل شجاعة واقتدار وإصرار على دحر الإرهاب وسحقه وإسقاط المشروع الصهيوأميركي الذي يستهدف سورية خصوصا وكل الدول والشعوب المقاومة والمناوئة والرافضة للهيمنة والاستعلاء الأميركي وفي مقدمتها فنزويلا التي تمتلك تاريخا نضالياً ثرياً بالكفاح والمقاومة والتصدي لكل المحاولات الأميركية لاغتيال الروح النضالية عند الشعب الفنزويلي.
لقد اتسمت العلاقات السورية الفنزويلية بالمصداقية العالية والروح النضالية المشتركة لمواجهة كل محاولات الهيمنة وفرض التبعية، وكان طابعها وعنوانها على الدوام العمق والثبات والمسؤولية المتبادلة التي تستند وترتكز على احترام سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
لطالما كان الفعل النضالي الذي يتميز به شعبنا والشعب الفنزويلي مثالاً يحتذى به لكل الشعوب المناضلة من أجل التحرر من الإمبريالية التي تسعى لقتل الحريات والديمقراطيات وذبح كل التطلعات نحو التحرر من الاستعمار والاحتلال.
إن سورية وفنزويلا لايزالان في خندق واحد، وهو خندق المواجهة والتصدي للمشاريع والمخططات الاستعمارية الأميركية، لاسيما بعد استعار واستشراس واشنطن وحلفائها وشركائها وأدواتها في الإرهاب، خاصة بعد هزيمتهم في سورية نتيجة صمودها وصلابة إرادة شعبها العظيم وجيشها البطل في إسقاط ودحر أولئك الغزاة والمستعمرين، الذين انتقلوا إلى مرحلة جديدة من الحرب، وهي الحرب الاقتصادية ضد شعبنا التي تهدف الى تجويعه وإركاعه ودفعه إلى القبول بالاملاءات الأميركية والإسرائيلية والغربية، لكن هذا مُحال بفضل تلاحمنا وإرادتنا ووقوفنا خلف جيشنا الباسل، وكذلك نتيجة دعم حلفائنا وأصدقائنا، وفي مقدمتهم فنزويلا المقاومة التي تدرك جيدا أن انتصار سورية على قوى الشر والإرهاب، هو انتصار لكل الشعوب والدول المقاومة والمناهضة للإمبريالية العالمية.
التالي