بولتون- ترامب.. فضائح بالجملة

ثورة أون لاين- فاتن عادله:
فضائح وقباحة السياسة الأميركية والقائمين عليها لم تبدأ اليوم ولا الأمس، والعالم لا يرى إلا جزءاً بسيطاً وقليلاً من انحطاطها على المستويات كافة، والآن ومع استعداد أحد صقور الإدارة الأميركية السابقين سيئ الصيت جون بولتون لنشر كتاب يتحدث فيه عن جزء من تلك السياسة لدوافع انتقامية، فإن قدراً كبيراً من الانحدار الأخلاقي سيظهره بولتون الذي شغل أعلى المناصب حساسية داخل البيت الأبيض، ليس لأنه أفضل من غيره من المسؤولين الأميركيين بطبيعة الحال، بل لأنه مساهم خبيث في رسم السياسة الأميركية الهدامة، وأحد مهندسي الحروب الإرهابية على العالم.
ومع انتظار ما سيكشفه كتاب بولتون المزمع صدوره الأسبوع القادم والذي يحمل عنوان “الغرفة التي جرى فيها هذا الأمر.. مذكرات من البيت الأبيض”، بدأ العراك والتشابك السياسي بين بولتون ورئيسه دونالد ترامب المعني الأول بتلك الفضائح، مع نشر مقتطفات من الكتاب وانشغال الصحافة بما يحتويه، وتشير حدة التصادم مع البيت الأبيض ومحاولات ترامب لمنع نشر الكتاب تحت حجج وذرائع واهية، إلى أن هذا الكتاب يحوي الكثير من الإدانات والإهانات لترامب وسياسته، لما يتميز به ترامب من جهل واضح بحقائق السياسة والتاريخ، وتركيز همه فقط على كيفية استمراره بالسلطة.
ففي الكتاب المنتظر في 23 الجاري يشكك بولتون بأهلية ترامب وقدرته على مقارعة ومناقشة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قضايا الأمن الإستراتيجي، ووفقاً لبولتون في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي” الأميركية نشر مقتطفات منها أمس الأربعاء فإن من المحتمل أن يتمكن ترامب من إجراء صفقات جيدة عندما يتعلق الأمر بالعقارات في مانهاتن لكن إجراء صفقات لخفض الأسلحة الإستراتيجية وفي العديد من القضايا الأخرى المتعلقة بالأمن الدولي بعيدة جداً عن خبرات حياته وتجاربه.
بولتون مؤيد الحروب الخارجية وأحد أركانها، لم يتوقف عند هذه الصفعة بالتأكيد على أن ترامب يحمل عقلية تجارية وليست سياسة إستراتيجية بعيدة المدى، بل المزيد من الصفعات أعلن عنها، حيث كشف في مذكراته ما يدحض شعارات الحرية والديمقراطية في أميركا، وبأن ترامب تتملكه نزعة إجرامية، وذلك بقوله إن ترامب دعا إلى إعدام من وصفهم بالصحفيين الأوغاد وإلى سجنهم حتى يضطروا لكشف مصادر معلوماتهم، وذلك أثناء اجتماع له بنيوجيرسي في الصيف الماضي، وهو ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عنه في مقتطفات من كتابه.
ومع هذه الحرب المندلعة بين الطرفين ذكرت الصحيفة أن بولتون وجه في كتابه انتقادات لاذعة إلى ترامب حيث قالت المقدمة: إن الرئيس الأميركي اعتبر السياسة الخارجية مماثلة لعقد صفقات في قطاع العقارات.. وبما يعبر أكثر عن الاستياء داخل الإدارة الأميركية من فشل ترامب في سياسته وباعتراف أقرب المقربين له، كشفت المذكرات أن مختلف الموظفين في إدارته يسخرون منه من وراء ظهره، بعد أن عبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن استهزائه بترامب بشكل خفي أثناء لقاء القمة بين ترامب وزعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون في سنغافورة عام 2018، بعد أن سلم له ورقة كتب فيها عن ترامب أنه “يثرثر كثيرا جدا”، وأنه “محكوم عليه بالفشل”.
ومع هذه التفاصيل الدقيقة لرئيس عنصري وفوضوي ومستبد، فإن اجتماعاته كانت في مرمى انتقادات بولتون اللاذعة حيث قال بأن اجتماعات ترامب مع رجال الاستخبارات “فقدت معناها”، لأنه كان يتحدث فيها أكثر مما يستمع إلى التقارير الاستخباراتية، إضافة لسعيه لإحداث صدامات بين موظفيه، حيث قال ترامب لبولتون إن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون كان يطلق ألفاظا غير لائقة على المندوبة الأميركية آنذاك في الأمم المتحدة نيكي هيلي، فيما اكتشف بولتون في وقت لاحق أن تلك الألفاظ كان يطلقها عليها ترامب نفسه، وليس تيلرسون.
ورغم اعتراضات البيت الأبيض الذي خاض جدلاً مع ممثلي بولتون حول ما إذا كانت بعض أجزاء روايته للأحداث تكشف عن معلومات سرية، فإن الكتاب يكشف أن السبب الحقيقي الذي دفع ترامب للدفاع عن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان في قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وتقطيعه، يعود إلى رغبته في صرف الانتباه عن مشاكل ابنته إيفانكا، عقب الكشف عن استخدام إيفانكا بريدها الشخصي في المراسلات الرسمية بصفتها مستشارة كبيرة في البيت الأبيض.
ومع هذا الجهل والفشل الذي يصف فيه الكتاب ترامب تكشف المذكرات أن الرئيس صرح مراراً بأنه يعتقد أن غزو فنزويلا، فكرة “رائعة”، فيما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ترامب استفسر عما إذا كانت فنلندا جزءاً من روسيا، وأنه لم يكن يعرف أن بريطانيا دولة نووية، فيما تقول دار نشر سيمون وشوستر إن بولتون انتقد في كتابه بشدة سياسة ترامب الخارجية.
وكان نقل في 27 كانون الثاني الماضي عن مسودة الكتاب أن بولتون قال: إن ترامب أبلغه صيف عام 2019م عن الرغبة في مواصلة منع المساعدة العسكرية عن أوكرانيا إلى أن تسلم كييف له جميع المواد المتعلقة بجون بايدن، خصم ترامب المحتمل في انتخابات 2020. 

أمام حرب الفضائح التي أشعلها بولتون والتي بدأت تعصف بترامب وخاصة أنه على بعد أشهر قليلة من انتخابات الرئاسة، لم يجد الأخير مفراً في الدفاع عن سوء سياسته والتفاصيل التي تكشف وجهه القبيح في التعامل والفشل الذي يلاحقه، إلا أنه ناور بتوجيه انتقادات شديدة اللهجة إلى بولتون، حيث وصف في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر” بولتون بأنه “مجنون”، وأن كتابه “متعب للغاية”، معتبراً أن كتاب مستشاره السابق يتألف من الأكاذيب والقصص المزيفة، وتابع: “لم يقل (بولتون) إلا أموراً جيدة عني للصحافة حتى يوم إقالتي له، وهو غبي ممل ساخط لم يرغب إلا في شن حرب ولم يفهم أي شيء وأصبح منبوذاً وأقيل بسعادة.. يا له من أحمق!”.

آخر الأخبار
من رماد الحروب ونور الأمل... سيدات "حكايا سوريا" يطلقن معرض "ظلال " تراخيص جديدة للمشاريع المتعثرة في حسياء الصناعية مصادرة دراجات محملة بالأحطاب بحمص  البروكار .. هويّة دمشق وتاريخها الأصيل بشار الأسد أمر بقتله.. تحقيق أميركي يكشف معلومات عن تصفية تايس  بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة سوريا تلتزم الحياد الإقليمي وسط تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مدينة طبية في إدلب..خطوة جديدة لتعزيز القطاع الصحي