ثورة اون لاين-بيداء قطليش:
كرة العنصرية المتجذرة في الولايات المتحدة الأميركية تتدحرج إلى العديد من الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، لتحرق بهشيمها شعارات الحرية والديمقراطية والإنسانية المزيفة، التي لطالما نادت بها هذه الدول لتخفي خلفها حقائق أجندتها الاستعمارية التي كانت تسعى إلى تمريرها عبر هذه الشعارات لتحقيق مأربها الخبيثة في العديد من دول العالم.
فيوم بعد آخر تتضح صورة العنصرية بشكل جلي وتتكشف المزيد من الحقائق التي تعري أميركا ومن خلفها أوروبا على وجه العموم، وبريطانيا بشكل خاص حيث تمارس العنصرية منذ عقود، ودفع المستضعفون في العالم ثمنها باهظة.
العنصرية البريطانية ليست وليدة اللحظة الراهنة، حيث بلغت ذروتها اليوم مع توالي الحقائق والأدلة التي تسلط الضوء على العنف البريطاني الذي يطال الأقليات ويفرق بين مواطن وأخر، فالتفرقة الاجتماعية وعدم المساواة هي أبرز سمات الإدارة البريطانية الحالية.
وتأكيدا على ذلك فإن العنصرية البريطانية طالت القطاع الصحي حيث كشف تقرير لمكتب الإحصائيات الوطني في بريطانيا بان هناك اختلافا واضحا في معدل الوفيات بين المواطنين البريطانيين.
وأكد التقرير الذي نشرته صحيفة ” ميدل ايست أي” إن معدلات الوفيات الكبرى تطال على وجه الخصوص أفرادا يعيشون في مناطق ذات مستويات أعلى من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي والاختلافات في التركيبة العرقية، وهو ما تماهى مع تقارير مسربة من هيئة الصحة العامة في إنكلترا لفتت إلى أن معدلات الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا أخذة بالارتفاع بالنسبة للأقليات الموجودة في بريطانيا.
وبالتالي فإن ما يجري اليوم في بريطانيا من تمييز عنصري مفضوح وغير مسبوق يكشف المزيد من زيف الادعاءات البريطانية بالدفاع عن حقوق الإنسان ويسقط هذه الشعارات الفارغة من مضمونها التي تسوقها الإدارة البريطانية في كل مناسبة، ويؤكد أن كل شعارات حقوق الإنسان ليست إلا ستارا تختبئ وراءه بريطانيا للتعتيم على كل جرائمها التي لا تستثني حتى مواطنيها من أعراق مختلفة.