ثورة أون لاين – ايمن الحرفي:
عادت العملية التربوية والنشاط التعليمي عبر امتحانات الشهادة الاعدادية و امتحانات الشهادة الثانوية وعاد القلق للأهل و الترقب و الانتظار للطلاب..
حيث تعيش الأسر في هذه الأيام حالة من القلق والترقب والتوجس في فترة الامتحانات ، تجعلهم في حيرة وتراهم يتساءلون: كيف نتصرف مع أولادنا و ما هي السبل لإيصالهم إلى حالة سليمة و صحيحة وبالتالي ما هي الأجواء و الاشياء و الامور الواجب توفيرها لإيصال اولادهم إلى بر الأمان و من ثم التقدم و النجاح و تحقيق الدرجات العالية..
في البداية نقول لقد مرت فترات كافية للتحضير و الاستعداد للامتحان حيث مرت الايام الطويلة في الحجر و الجلوس في المنازل منها لانتشار وباء كورونا ..هذه الفترة كافية للإحاطة بالمنهاج كاملاً ، وهذه العطلة ما هي إلا وقت لاسترجاع و ترتيب الأوراق و الاستعداد للامتحان، فالتحضير للامتحان يبدأ منذ الحصة الأولى في العام الدراسي و الطالب المتفوق لا يترك الدروس تتراكم و الوحدات الدراسية تتجمع مراعيا بذلك التقييم المرحلي الاسبوعي و الشهري و الفصلي.. و الطالب المتفوق يبدأ بتقسيم برنامج التحضير و الإعداد منذ بداية الدراسة ،واضعا نصب عينيه الابتعاد عن أعداء و معوقات النجاح.
وعلينا ان نعلم سواء كأهل او مدرسين او اداريين او موجهين ان مستوى قياس النجاح يتحدد من خلال الطالب الواثق من نفسه الذي يبدأ بقراءة الدرس و النقاط الرئيسية فيه عبر تقسيم الدرس أو الوحدة إلى عناوين كبيرة ثم فرعية ثم إحاطة شاملة بالموضوع محققاً بذلك الترابط بين فصول الدرس، يأتي بعدها القراءة التفصيلية و الدراسة بتركيز عال و ترتيب واضح للحفظ الجيد و الاستيعاب الأفضل للوصول إلى أفضل النتائج،
بحيث لا يهمل الطالب المتمكن الرسوم التوضيحية و الجداول مجيبا على التدريبات و الأسئلة الموجودة بنهاية الدرس أو الوحدة،إذ لا يمكن الحفظ دون فهم ،فاستيعاب الموضوع و تفسيره ضرورة لا غنى عنها لتحقيق النتائج الأعلى و يندرج تحت ذلك فهم القوانين و المعادلات و القواعد و النظريات و من ثم الإجابة شفهياً و كتابياً على الأسئلة و التسميع و التحضير لما في ذلك من أهمية كبرى في الكشف عن نقاط الضعف و الأخطاء.
و لا يخفى على أحد أن التسميع مرآة للذاكرة ووسيلة قوية لتثبيت المعلومات و المحافظة عليها، فالعقل الواعي و العقل اللاواعي سيرسخ و يثبت و يعزز المعلومات و المفردات التي تكتب من سؤال وجواب، وأفضل الطرق للتسميع الشفهي و تثبيت المعلومات و الدروس هي طريقة التسميع الشفهي و التبادل مع زميل دراسة نثق به و نعرف امكاناته التي لابدّ ان تكون متقاربة مع إمكانات ولدنا. و يطلب البعض من الأهالي خطة دراسية أو برامج و تقسيم للأيام قبل الامتحان و توزيع تلك الأوقات على المواد و المناهج الدراسية.
هنا ينصح علماء النفس و التربية بتقسيم أوقات اليوم الدراسي، فالطالب في مرحلة التحضير للامتحان يجب أن تكون ما بين 12 – 14 ساعة دراسة موزعة على ثلاث أو أربع مراحل و كل ساعتين أو ثلاث لابد من استراحة لا تتجاوز الساعة يقضيها بنوم أو قيلولة او مشاهدة برنامج كوميدي و الخطر كل الخطر أن يقضيها بوسائل الاتصال كالنت و الفيس أو الواتس، فهي من مدمرات الحفظ لما لها من استهلاك للوقت و الفكر و عدم الشعور بضياع الزمن و تشتيت الذهن و هدر المعلومات و الوقت.
اما علماء التربية و النفس فينصحون بتوفير البيئة المناسبة للدرس و المراجعة و التحضير و لا تحتاج إمكانات كبيرة كما يظن البعض و لا يعلق البعض من الفاشلين أمور فشلهم على افتقادهم لامكانيات أخذها غيرهم أو انهم قليلو الحظ… والأمثلة كثيرة عن طلاب نالوا العلامات الكاملة و هم يعيشون ظروفاً قاسية و في بيئة غير مناسبة لا صحيا و لا بيئيا و لا نفسيا غير انهم امتلكوا التصميم و الإرادة … و في مفهوم البيئة المناسبة هناك اختلاف بين الناس فيها و لكنها تتلخص بوجود مكان مخصص للدراسة وهدوء نسبي يختلف من بيت لآخر مع أهمية الغذاء المتوازن البعيد عن الدسم و الدهون مع تقديم العصائر الطبيعية بحسب توفرها في هذه الظروف المعيشية القاسية و الابتعاد عن المنبهات و الأدوية و المنشطات ..فهي هدامة للعقل و مضيعة للتركيز و الحفظ و تخفيف الزيارات و الاستقبالات مع تقديم التشجيع و الدعم النفسي ..و لا يخفى على الطالب أنه عند الحفظ و الدراسة يجب التنويع بين مادة نظرية في الصباح وعلمية في الظهر ثم مادة تحتاج للفهم و الاستحفاظ معاً و هكذا ..مع تغيير وضعية الدراسة من وقت لآخر … و إذا انتهينا من شرح المرحلة التحضيرية للامتحان لابدّ من التذكير و التنبيه للأمور التي تحصل قبل الدخول للامتحان من تداول للأسئلة و الاحتمالات عن أسئلة هامة و محتملة فالطالب الواثق من نفسه لا يعير هذه الأشياء اهتماما فإذا انساق لهذه الاحتمالات سيحرض بذلك فكره و ذهنه و عقله بتركيز عال عليها فقط و ربما يضر نفسه و ينسى المعلومات بمجملها.. و تأتي الطامة الكبرى عندما لا تأتي هذه الاحتمالات فربما ينسى كل شيء.
و أخيراً لابدّ من التذكير من أن يعرف كل طالب أن من سبقه و حقق العلامات الكاملة ليس أفضل منه بل هو شخص مثله حضر و درس و اجتهد ووصل بقوته و مثابرته إلى ما يصبو إليه.
بدأت الامتحانات مع توفير واستعدادات من وزارة التربية للنجاح هي وأبناؤها الطلبة.