إرهاب (قيصر) .. أكبر من جريمة ضد الإنسانية

ثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
هل هو العجز والتخبط والإخفاق المستمر؟ أم هو الإقرار بالهزيمة والتسليم بالأمر الواقع؟ أم كل ذلك وأكثر وراء استشراس منظومة الإرهاب، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية التي بلغت في إرهابها وجنونها أعلى درجات الوحشية والدموية عندما أقدمت على فرض مزيد من العقوبات الجائرة على الشعب السوري بغية إركاعه وتجويعه وإخضاعه للإملاءات والشروط الأميركية والصهيونية والغربية.
في حقيقة الأمر هناك جملة من الأسباب والدوافع تقف خلف فرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات الجائرة على سورية، تتقاطع جلها عند حقيقة واحدة ثابتة باتت معلنة، وهي حقيقة عجز الأميركي عن تغيير العناوين والحوامل الأساسية للواقع المرتسم على الأرض.
قانون (قيصر) الإرهابي يخفي خلفه الكثير من الأهداف والنوايا الأميركية والصهيونية، لكنه في ذات الوقت يجسد ويعكس حالة الإفلاس التي باتت تعتري منظومة الإرهاب برمتها، ذلك أن لجوء واشنطن إلى خيار العقوبات الاقتصادية، يعني أنها فشلت في باقي الخيارات الأخرى وفي مقدمتها الخيار العسكري، وما يؤكد ذلك فشلها خلال سنوات الحرب الماضية بتحقيق أي إنجاز عسكري يقلب المعادلات والموازيين ويغير القواعد المرتسمة على الأرض برغم وجودها العسكري غير الشرعي على الأرض ليس في سورية وحدها بل على جغرافيا المنطقة ككل.
لتأكيد ما سبق يكفي استحضار ما قالته وأوردته وسائل الإعلام الأميركية خلال المرحلة الماضية للوصول إلى حقيقة لجوء الولايات المتحدة إلى خيار الحرب الاقتصادية على الدولة السورية كجزء من محور استراتيجي كان ولا يزال يقف عائقا في وجه الأطماع والمشاريع الصهيو- أميركية.
صحيح أن القاعدة المعروفة في التحليل السياسي تقول إنه يصعب في كثير من الأحيان استقراء أبعاد وخلفيات ولادة أو نهاية أي حدث عن قرب ومن الداخل، وأنه من الأفضل لرؤيته وقراءته بشكل موضوعي الخروج من دائرته والابتعاد عنه، لكن هذا لا ينفي مطلقاً إمكانية ملامسة الحقيقة واستشفافها إذا اقتربنا من الحدث، وهذا ما نقلته لنا وسائل الإعلام الأميركية والغربية الملاصقة والصانعة لمعظم الأحداث، حين قالت واعترفت بأن الولايات المتحدة باتت عاجزة عن قلب وتغيير عناوين المشهد الميداني في سورية، وهذا بسبب وصولها لقناعة تامة أنها باتت في مواجهة مباشرة مع محور ومعسكر كامل من الدول والقوى العالمية والإقليمية الرافضة والمقاومة لسياسات الهيمنة والتبعية والأحادية – روسيا –الصين –إيران – العراق – قوى المقاومة في المنطقة والعالم. وأنها ليست بصدد إشعال حرب عالمية جديدة.
لقد تشكلت قناعة تامة عند أصحاب القرار الاستراتيجي داخل أميركيا بما فيها الدولة العميقة باستحالة امتلاك مفاتيح المنطقة، في ظل وجود القوى الفاعلة والمؤثرة في المشهد الإقليمي والدولي، وهذا ما دفعها إلى اللجوء إلى خيار الحرب الناعمة والحروب بالوكالة عبر التهديد والضغط والحصار وفرض العقوبات الاقتصادية التي تندرج تحت عنوان إستراتيجية (القتل البطيء).
العقوبات الأميركية الجائرة على الشعب السوري، هي تعبير وتجسيد للهزيمة الأميركية في سورية والمنطقة، وهذا بالإضافة إلى كونها غير شرعية وغير قانونية ولا إنسانية ولا أخلاقية، وتكشف تجاوز الإدارة الأمريكية لكل القوانين والأعراف الدولية بوصفها جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي بشقيه الإنساني والسياسي لكونها اعتداء على سيادة الدول وخرقا سافرا لأبسط حقوق الإنسان واستهدافا مباشرا له في حياته ولقمة عيشه.
المؤكد أن شعبنا العظيم بجيشه البطل الذي أجهض بصموده الأسطوري وملاحمه البطولية المشروع الأمريكي دفاعاً عن سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً لن يسمح للولايات المتحدة وشركائها في الإرهاب بإعادة إحياء مشروعها الاحتلالي والاستعماري، وسيسعى للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية بزيادة الإنتاج والعمل، وهذه رسالة يتوجب على الأميركي وشركائه فهمها واستيعابها جيدا.

آخر الأخبار
السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S الدفاع المدني يناشد الأهالي تجنب مخاطر مخلفات الحرب