ثورة أون لاين-علاء الدين محمد:
على الرغم من أن أدب الخيال العلمي يتحدث عن منجزات علمية لم يتوصل إليها الإنسان بعد ،الا أنها كثيرا ماتوحي للعلماء بأفكار تتعلق بمختلف ميادين العلم كالطب والكهرباء والجيولوجيا وغيرها .وتسهم بشكل كبير في تعميق فهم الناس لدور العلم في حياتنا. ولايمكن الحديث عن أدب الخيال العلمي دون الإشارة إلى هربرت جورج ويلز ،فقد عد الكثير من النقاد أن أدب الخيال العلمي قد قامت أركانه على البدايات الرائعة لقصص ويلز الخيالية ، فرواياته وقصصه تحتوي على أفكار تم استخدامها كنبع لاينضب للكتاب اللاحقين ،فقد كان أول من أوجد مصطلح آلة الزمن في روايته التي حملت ذات الاسم التي تناولت فكرة السفر عبر الزمن والتي عدت حجر الأساس لكل كتابات الغزو الفضائي للأرض. لم يكتف ويلز بهذا بل تعداها الى الكثير من المجموعات القصصيه مثل المجموعة التي نحن بصددها (وادي العناكب) الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب التي ترجمتها الدكتورة مها أسعد مرزة إلى العربية. تقع المجموعة في 116 صفحة من القطع المتوسط وتتناول عدة أفكار من الخيال العلمي ،حيث ضم الكتاب مجموعة قصص من الخيال العلمي في قصته مثل (الجسد المسروق) (صانع الألماس في أثناء العمل الجراحي ) (وادي العناكب) وسنتوقف عند قصة (ازدهار زهرةالأوركيد الغريبة)التي تمثل إحدى حالات الخيال العلمي من خلال شخص ذي اهتمام بتلك الزهرة والبحث عنها واقتنائها ..والغريب أنه كان يصف حياته دائما أنها خالية من أي اثارة أو حدث مهم ..لكنه كان دائما يراوده احساس أن شيئا ما سيحدث له بعد شرائه لتلك الزهرة والعناية بها داخل مزرعته والتوق ليراها تزهر ،إلا ان الغريب في الأمر هو ما حدث عندما بدأت أغصانها تنمو وتزدهر وهو يراقبها بشغف …حتى أحكمت قبضتها على عنق زارعها وبدأت بامتصاص دمائه لولا تدخل قريبته وانقاذه……الى قصة (التفاحة) المحرمه التي يبين فيها الكاتب بوصف بارع لتوق الانسان للمعرفة والبحث عن المجهول في ظل الخوف من نتائج اقتحام هذا العالم ..حيث عاش بطل قصته تلك طوال أحداث القصة بين فضوله لمعرفة ماهية تلك التفاحة التي أعطيت له من شخص مصادفة وبين خوفه من تناولها بطريقة تظهر حرفية الكاتب العالية في وصف تلك الهواجس التي تنتاب النفس البشرية الى ان فقدها.
إن أغلب قصص مجموعة ( وادي العناكب) تساهم إلى حد كبير في تنمبة الحس الجمالي عند القارىء ، وتنمية ذائقته الفنية والمعرفية ، فهي تساعد على تحريض الذاكرة والبحث بشكل منطقي وعلمي على الابتكار والإبداع ، والتذوق للكلمة والجمل والصور والمشاهد.
ترجمت المجموعة : د. مها أسعد مرزة كلية الآداب – قسم اللغة الإنكليزية – جامعة حلب ، ترجمت كثيرا من القصص والمقالات العلمية ، ولها مجموعة قصص من الخيال العلمي للمؤلف نفسه وهي بعنوان ( النجم ) كما ترجمت عددا من الروايات العربية إلى اللغة الإنكليزية .