ثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
تداولت بعض الصفحات على الانترنت مؤخراً صوراً لعدد من الأشخاص قاموا بحرق مبالغ من فئة 2000 ليرة سورية في مدينة إدلب شمال سورية، كإعلان منهم عن التخلي عن الليرة السورية واستبدالها بالليرة التركية.
وبعد الجدل الناجم عن هذه الخطوة داخل المجتمع السوري، تم التحقق من هذه الصور التي تداولها المسلحون، حيث بدا واضحاً أن عملية الحرق لم تكن سوى مسرحية جديدة مشابهة للمسرحيات الكيماوية التي كانت تفبركها منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية مع اختلاف الممثلين هذه المرة والذين هم من العصابات الإرهابية التي تسيطر على مدينة إدلب شمال سورية، والهدف من ذلك هو تخفيض قيمة العملة السورية والاستغناء عنها واستبدالها بالليرة التركية في محاولة لضرب الاقتصاد السوري.
لقد أظهر التدقيق في الصور المتداولة تزويراً واضحاً ظهر من خلال الأخطاء التي ارتكبها المصورون الذين فبركوا هذه الصور، فالذي تم حرقه فعلاً هو أوراق بيضاء مع تصميم شبيه للعملة السورية، فئة 2000 ليرة سورية، مطبوعة بشكل سيئ، حيث لم يتم قطع الزوايا بدقة وبدت الأطراف بيضاء، بالإضافة إلى أن جميع الأوراق المعروضة في الصور لها نفس الرقم التسلسلي.
إن اختلاق مثل هذه الصور ونشرها على الإنترنت هو نوع من “الدعاية” التي تمارسها تركيا في مناطق نفوذها في شمال سورية، حيث تدعم “المعارضين” المسلحين للحكومة السورية وتفرض أجنداتها على مناطق سيطرتهم، كما حدث مؤخراً في فرضها على السكان السوريين في الشمال التعامل بالليرة التركية بدلاً من العملة الرسمية السورية.
إن النظام التركي يحاول بشكل كبير الترويج لانهيار الليرة السورية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سورية بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها، كما يحرّض الناس على استبدال العملة المحلية بالليرة التركية، وقد قامت تركيا مؤخراً بإدخال كميات كبيرة من عملتها وضختها في أسواق شمال غرب سورية التي تسيطر عليها الفصائل الإرهابية الموالية لها، وفي مقدمتها جبهة النصرة المصنفة كمنظمة إرهابية في قوائم مجلس الأمن الدولي.
ومن الجدير بالذكر أن تركيا كانت قد فرضت أيضاً مناهج التعليم التركية على الأطفال في مناطق نفوذها في شمال سورية، في محاولة منها ” لتتريك” المنطقة.
على الرغم من اختلاف الأهداف العسكرية والاقتصادية، فقد أعادت لعبة حرق العملة السورية في شمال الدولة إلى أذهان السوريين المسرحيات المفبركة لمنظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة، بهدف تعبئة الرأي العام العالمي ضد السوريين.
المصدر American Herald Tribune