ثورة أون لاين- حسين صقر:
مع الارتفاع الجديد لعدد الإصابات بفيروس كورونا، بات المواطن بأمس الحاجة لمراجعة حساباته، والعودة للاجراءات الاحترازية التي اتبعها مع فترة انتشار المرض الأولى والخوف الذي رافقه من انتشاره وانتقال العدوى.
فالاستهتار الذي أظهره المواطن بعد تخفيف الإجراءات التدريجية للحجر التي فُرضت حرصاً على صحته، بالتأكيد كان سبباً بعودة انتشار المرض الذي كانت قد صنفته منظمة الصحة العالمية وباءً سوف يفتك بالبشرية على مستوى، فيما لو استمر الناس على هذا النهج، وضربوا عرض الحائط بالتعليمات الواجب اتخاذها لمنع الانتشار.
فبالنسبة للنظافة والتباعد الجسدي، وترك مسافة أمان بين الأشخاص، لا ضير لو كانت حالة مستمرة ، وذات ديمومة سواء كان ذلك في وسائط النقل أم أماكن التسوق، أو على أبواب المؤسسات التجارية والاستهلاكية، كما أن على الجهات المسؤولة والمختصة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع التقارب الجسدي، وتوفير الأجواء والعوامل المناسبة لهذا الأمر.
من ناحية ثانية هناك بعض العادات والتقاليد التي تفرض لقاءات بين أفراد المجتمع في الأفراح والأتراح لابد من التخفيف منها، وخاصة عند الاستخدام الجماعي لبعض الحاجيات والأواني والأدوات كالصحون والكؤوس وبشاكير التنشيف، وإعقاب ذلك بتعقيم الأيدي بعد المصافحة والسلام، بل الاستغناء عن ذلك، على الأقل ريثما يتم السيطرة على الوباء القاتل.
وهناك قضية مهمة أيضاً، وخاصة في المناطق التي يتم فيها الحجر، حيث يقوم بعض الأشخاص بنقل المرض إلى الأماكن الخالية بسبب هروبهم من مناطق الحجر، لأن هناك أمرا مهما لايدركه هؤلاء الهاربون بأنهم يزيدون احتمال عدد الإصابات عن غير قصد، وبالتالي زيادة الضغط على المؤسسات الصحية والمشافي، في الوقت الذي يجب أن يساهموا فيه بتخفيف تلك الضغوط، والمبادرة بمراجعة عيادات الفحص للاطمئنان عن صحتهم، فيما لو ظهرت لديهم بعض الأعراض.
الدكتور خليل الصوص الاختصاصي في الأمراض الداخلية والجلدية قال: بعد أن أصبح مرض كورونا امتحاناً قاسياً على المجتمع، لن أتكلم عنه كمرض فيروسي تنفسي حيث أصبح معروفاً للجميع، لكن أصبح الحديث ضرورياً عن كيفية تقليل منع انتشاره عبر رفع المقاومة الفردية وتصويب بعض العادات والإجراءات الدورية، وذلك بفحص كل حالة مشكوك بها، ومتابعتها إضافة للمخالطين، ومنع كافة التجمعات، والفحص الدوري لكامل الكادر الطبي والإداري في القطاع الصحي، وتنظيم عمليات الدخول والخروج والجلوس في أماكن العمل والدراسة والمراكز الامتحانية، وتعقيم القاعات، ووضع الكمامة والقفازات والابتعاد عن التوتر، لأن الأخير يرفع الكورتيزون الذي يخفض مناعة الجسم.
وأضاف الدكتور الصوص لابد من تنظيم عمليات التنقل، وتعقيم وسائل النقل العامة، إضافة لرفع المقاومة الفردية من خلال تناول الطعام الصحي الطازج والمنزلي، وممارسة الرياضة وإعطاء الجسم حقه من النوم الكافي، لأن قلة النوم تسبب الأرق والتوتر الذي يزيد الكورتيزون لكونه كما ذكرت يخفض المناعة، وأكد ضرورة تناول الأدوية والأغذية الحاوية على فيتامينات” C -D – E ” إضافة لحمض الفوليك والسيلينيوم، كذلك الزنك لأنه يدخل ويسهل عمليات الاستقلاب داخل الخلية.
وختم الصوص بانه يجب ألا نستهين بتراجع عدد الإصابات في بعض الأحيان لوجود حملة أو حاضنين، ولاسبما أن هناك قدرة لدى الفيروس على إحداث طفرات قادرة على إيجاد هجمة جديدة.