الثورة- فاديا هاشم :
جميعنا مسؤولون عن بناء مجتمع واع ومسؤول من خلال التأثير الايجابي على سلوك الأفراد، وتعزيز الميول نحو التغيير الإيجابي، عبر نشر المعلومات والمفاهيم الصحيحة، وتشجيع المشاركة الفعالة وبناء علاقات قوية سواء على الصعيد الشخصي أم المهني أم المجتمعي.
فتكوين الوعي الاجتماعي يعد ركيزة أساسية بأبعاده المختلفة للتواصل الفعال نحو بناء تلك العلاقات التي تؤثر على حياتهم اليومية سواء كانت اجتماعية، صحية، وبيئية، ما يمكّن الأفراد المساهمة في تنمية واقع المجتمع والنهوض به نحو الأفضل، وخاصة بعد انتشار استخدام وسائل الإعلام بشكل واسع، كأداة لتحقيق فوائد الوعي الاجتماعي وفهم الأبعاد للتوعية العامة، وتحليل اتجاهات الرأي العام لإيصال المعلومة الصحيحة والتحذير من الممارسات الخاطئة.
الدكتور أحمد سلامة مدير الصحة النفسية في وزارة الصحه أكد لصحيفة الثورة أهمية أن يكون الوعي الاجتماعي والتحلي بثقافة المحبة عنواناً بارز في سلوكنا اليومي، بعيداً عما تنشره وسائل التواصل بتسمياتها المختلفة والتي اختلط فيها الكثير من نزعة الكراهية والتحريض والتجييش والتي حاول ان يجسدها أعداء الوطن، وممن لايروق له أن تكون سوريا بلداً آمناً ومستقراً يسود فيها الأمان والاستقرار، وأن يتحلى أبناؤها بخصال المحبة والرحمة، والتسامح، والعطف، وتقبل الآخر، مع التركيز على مفاهيم المواطنة الحقة في المجتمع، والبعد ما أمكن عن الفكر المتعصب والذي لا يخدم سوى مصلحة الآخرين من أعداء البلد. ودعا الدكتور سلامة إلى ضرورة الانتباه مما يروج له من فتن وأفكار سوداوية عبر الفضاء الأزرق، محذراً من تلك الشائعات التي تسعى للفتنة عبر العالم الافتراضي حيث منبر انتشارها وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف جر الناس إلى المزيد من الضغينة والحقد.
ونوه مدير الصحة النفسية إلى عدم التسرع في إطلاق الأحكام، وعدم التعميم في أي مسألة أو قضية تنعكس سلباً على واقع المجتمع، حيث أصبحت متابعة تلك المواقع بمثابة الإدمان والهوس عند الكثيرين.
مصلحة الوطن والمواطن
وشدد الدكتور سلامة أيضاً على ضرورة عدم نشر أي شيء لا يخدم مصلحة الوطن والمواطن، فالمصداقية والمعلومات الصحيحة نستقيها من اعلامنا الوطني، وأن يكون لدينا القدرة على تحليل وتمييز أخبار السوشل ميديا خيرها وشرها، وأضاف بقوله: من المهم جداً تعليم أولادنا وأبنائنا معنى الانتماء الحقيقي للوطن، حيث هناك العديد من المصطلحات المشوهة والعالقة في أذهان الشباب والتي يجب تصحيحها وتصويبها وإزالتها ما أمكن بالتوجيه والإرشاد، بعيداً عن السباب والشتام وغيرها، لذا يتوجب علينا نشر الوعي في صفوف هؤلاء، وأن نحثهم على كيفية أن يدافعوا عن سلمنا الأهلي والعيش المشترك في أرضنا السورية التي تحتضن كل أبنائها دون تمييز، لنقف جميعاً جنباً إلى جنب وصفاً واحداً بما يداوي الجراح ويحفظ البلاد والعباد.