ثورة أون لاين – دينا الحمد:
من يقرأ توقيت العدوان الجوي، الذي قامت به منظومة العدوان على مواقعنا العسكرية والمدنية أمس في أرياف حماة ودير الزور والسويداء، يدرك تماماً أهدافه الخبيثة، فقد تزامن مع تشديد حصار الولايات المتحدة الأميركية للشعب السوري تحت ما يسمى (قانون قيصر) الإرهابي، ومن ثم رفض الدولة السورية للاملاءات الأميركية وللهذيان الذي أطلقه ما يسمى مبعوث واشنطن الخاص إلى سورية جيمس جيفري.
ففي التوقيت ما يشي بأن منظومة العدوان، بقيادة أميركا وأداتها الكيان الإسرائيلي، أدركوا أن سورية حكومة وشعباً لن يرضخوا للسياسات العدوانية والمخططات المشبوهة التي تريد فرض (صفقة القرن) من جهة، وتفكيك محور المقاومة من جهة ثانية، فقاموا بعدوانهم المتزامن على مواقع عدة من شرق سورية إلى جنوبها مروراً بوسطها، ظناً من حكام المنظومة أن ذلك سيجعل السوريين يراجعون حساباتهم ويوافقون على أجندات المحتلين المشبوهة.
وارتباطاً بهذه القاعدة فإن هذا العدوان الغادر والسافر على بعض مواقعنا، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من جنودنا، يأتي اليوم في سياق الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية التي تتحرك على أكثر من صعيد لتغيير المكان الذي تقف فيه سورية كدولة مقاومة للمشروع الصهيوني، فمن الصعيد الاقتصادي وحصار قيصر الإرهابي إلى صعيد العدوان العسكري المباشر، مروراً بالضغوط السياسية والتضليل الإعلامي، باتت أدوات منظومة العدوان لتحقيق أجنداتها المشبوهة في سورية والمنطقة بالتزامن طبعاً مع دعم الإرهاب ونشر الفوضى الهدامة وسرقة ثروات السوريين واحتلال الأراضي.
لكن الذي غاب عن ذهن جيمس جيفري وإدارته العدوانية، وعن ذهن من يظن أن إرهاب قيصر سيقلب الطاولة لصالح منظومة العدوان، وعن ذهن الكيان الإسرائيلي الذي ظن أن الوقت بات ملائماً لإخراج سورية من معادلة الصراع في المنطقة، لم يدرك بعد على ما يبدو أن السوريين الذين تصدوا مع قواتهم المسلحة الباسلة للإرهاب التكفيري وألحقوا الهزيمة بالمشروع المعادي، والذين تصدت دفاعاتهم الجوية أمس للأهداف المعادية في سمائهم، سيتصدون لكل أشكال العدوان العسكري والاقتصادي والإعلامي بكل شموخ، وبنفس العزيمة وإن تضافر جهودهم لحماية اقتصادهم الوطني وتحقيقهم للاكتفاء الذاتي كفيل بإفشال كل عدوانهم ومخططاتهم وحصارهم.