الرئيس الأسد للأومانيتيه: العلاقات السورية الفرنسية تتطلب المزيد من الحوارات السياسية وتطوير العلاقات الاقتصادية
ثورة أون لاين:
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن ما تطلبه سورية من فرنسا هو أن تكون دولة فاعلة في إطار عملية السلام، وخاصة إذا توصلنا إلى الانتقال من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل إلى المفاوضات المباشرة، إضافة إلى الاهتمام بالشراكة السورية الفرنسية.
وقال الرئيس الأسد في لقاء مع صحيفة الأومانيتيه الفرنسية: إن العلاقات الثنائية السورية الفرنسية تتطلب المزيد من الحوارات السياسية وتطوير العلاقات الاقتصادية في مجال التنقيب عن النفط والطاقة الكهربائية والمواصلات وخاصة الطيران والمبادلات التجارية بشكل عام.
فرنسا حريصة على الاستقرار في الشرق الأوسط
وأشار الرئيس الأسد إلى أن فرنسا حريصة على الاستقرار في الشرق الأوسط وعلى عملية السلام وتسوية الأزمة السياسية في لبنان ومستقبل العراق والمصالحة الفلسطينية بغرض إتمام عملية السلام إضافة إلى محاربة الإرهاب لافتاً إلى أن سورية بلد فعال في كل الميادين.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن اتفاق الدوحة بالإضافة إلى المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل ساعد على فهم موقف سورية من السلام والعلاقات مع لبنان.
بمقدور فرنسا مساعدة الأميركان على فهم واقع المنطقة
وقال الرئيس الأسد: إن التغيير في السياسة الفرنسية مرتبط بوصول الرئيس نيكولا ساركوزي إلى الرئاسة، لافتاً إلى أن ما يهمّ سورية بعلاقة فرنسا مع الحلف الأطلسي انعكاسات هذه العلاقات على المصالح السورية، مشيراً إلى أنه لا بد من تعزيز دور فرنسا لدفع الولايات المتحدة لتكون أكثر إيجابية من القضايا العربية في المنطقة، مشيراً إلى أن دور الولايات المتحدة أساسي في عملية السلام، ولكن علاقاتها مع إسرائيل متميزة، ولا توجد دولة أوروبية قادرة على أن تحل مكان الولايات المتحدة فى علاقاتها مع إسرائيل.
وأضاف الرئيس الأسد: إن الدور الأوروبي تكميلي للدور الأميركي، لكن الأميركان لا يحاولون فهم ما يجري في المنطقة، وبمقدور فرنسا أن تساعدهم على فهم واقع المنطقة.
وحول تأثير العلاقات السورية الفرنسية الجديدة على العلاقات السورية الإيرانية أوضح الرئيس الأسد أن لا علاقة بين الاستقرار وقطع العلاقات بين سورية وإيران، وعلى العكس من ذلك إن فاعلية دور سورية في تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب أن تقيم حوارات مع كل بلدان المنطقة ومن بينها إيران وتركيا.
وقال الرئيس الأسد: إن سياسات العزل التي مورست ضد بعض البلدان من قبل الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، واتبعتها بعض الدول الاوروبية، ولدت الفوضى والتطرف اللذين يولدان الإرهاب، لافتاً إلى أن سورية تتبنى سياسة الاندماج والقبول بالحوار ورفض الإملاءات ومؤكداً أن عزل إيران لن يوقف برنامجها النووي، وسورية تشجع فرنسا لإجراء حوار مع إيران.
وحول المفاوضات غير المباشرة السورية الإسرائيلية قال الرئيس الأسد: إننا نعمل على محورين في هذه المفاوضات، الأول: بناء الثقة والاقتناع بأن إسرائيل جادة في عملية السلام، والثاني: الأرضية المشتركة التي تسمح بإجراء مفاوضات مباشرة.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الدور التركي هو دور وسيط، ولكن المفاوضات المباشرة بحاجة إلى كفيل أو عراب يمارس الضغوط على الأطراف، لافتاً إلى أن ما يجري اليوم لا يختلف عما جرى سابقاً، حيث إننا نتحدث عن سلام عادل وشامل والسلام الشامل يعني سلاماً على كل المسارات، ولابد من التمييز بين توقيع اتفاق سلام مع سورية وتحقيق السلام في المنطقة، وقال الرئيس الأسد: إن ما يهمنا هو قرار الأمم المتحدة 242 .
وحول الملف النووي الإيراني أوضح الرئيس الأسد أن إيران تملك الحق بالحصول على مفاعل نووي وإنتاج الطاقة ويجب الاعتراف لها بهذه الحقوق، وأشار إلى أن موقف الولايات المتحدة مختلف عن الموقف الأوروبي إزاء الملف النووي الإيراني، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إثارة الحرب والتفتيش عن الذرائع لها، أما أوروبا فتمارس الضغوط، ولكنها تتجنب الحرب وهناك إجماع لدى الأوروبيين على هذا الموقف.
باريس-سانا