مؤسّسة القدس الدوليّة: ما يسمّى “قانون قيصر” عدوان شعبان: استهداف دمشق والقدس واحد.. وسورية مستمرّة بدعم فلسطين
ثورة أون لاين – لميس عودة:
أكّدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسيّة والإعلاميّة في رئاسة الجمهورية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية – سورية – أنّ الحرب الإرهابية على سورية هدفها الأساس كسر إرادة المقاومة لدى الشعب السوري، ولدى الحلفاء في محور المقاومة، والأصدقاء في محور مقاومة الإرهاب، مشيرة إلى أنّ استهداف دمشق والقدس استهداف واحد، مشدّدة على أنّ سورية التي كافحت مدّة عشر سنوات إرهاباً شنيعاً تستمر اليوم في مكافحة الإرهاب الاقتصادي وفى الوقوف مع فلسطين ضدّ كلّ المخطّطات التي منشؤها وهدفها واحد وهو تسليم هذه المنطقة للكيان الصهيوني الغاصب.
وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم عقب الاجتماع السنويّ لمجلس أمناء المؤسّسة في فندق داما روز قالت الدكتورة شعبان إنّه ليس مصادفة أبداً أن يتزامن ممارسة الإرهاب الاقتصادي على الشعب السوري من خلال ما يسمّى “قانون قيصر” وأن تكون خطة ما يسمّونه “الضّم” لسرقة الأراضي الفلسطينية والتنكيل بالسّكان الأصليين، ورأت أنّ ما تريده الولايات المتحدة ليس قدراً، فحين تقرّر الشعوب رفض الذلّ والهوان والإرهاب تستطيع الوقوف في وجه أيّ قوة في العالم، لافتة إلى أنّ الشعب العربي في سورية، وفلسطين، وكلّ أنحاء الوطن العربي لن يقبل بما يخطّطه الصهاينة.
وأكّدت الدكتورة شعبان إنّه كما تمّ دحر الإرهاب في سورية سيتمّ دحر الاحتلال عن فلسطين وعن باقي الأراضي المحتلة سواء أكان المحتل إسرائيليّاً، أم تركيّاً، أم أمريكيّاً، فلا فرق، ما نريده هو استعادة أرضنا وأن يكون قرارنا كما كان دائماً مستقلًّا لا يستطيع أحد أن يصادره وكلّنا ثقة أنّ المستقبل لنا وأنّ الحقّ سينتصر والباطل سيزهق.
ولفتت الدكتورة شعبان إلى أنّه كما صمدت كوبا في وجه عواصف الإرهاب والحصار الأميركي وهزمت المخطّطات الأميركيّة واستطاعت أن تنهض كدولة مقاومة قويّة، وبنت قدراتها، فإنّ الجمهوريّة العربيّة السوريّة التي شُنّت عليها حرب إرهابيّة قذرة منذ عشر سنوات تستمر اليوم بالصمود والتشبث بنهجها المقاوم ستتمكّن من تخطّي العراقيل التي يفرضها الحصار الإرهابي الأميركيّ، وستبقى صامدة متشبّثة بالقضايا القومية، وأوّلها القضية الفلسطينية القضية المركزية، وستنسف بهمّة جيشها الباسل وأبنائها الصامدين كلّ المشاريع التآمريّة، والمخطّطات التي تهدف لتسليم المنطقة برمّتها بعد تفتيتها وتمزيقها للكيان الصهيوني الغاصب.
وفي بيان صحفي تلاه مدير عام المؤسسة الدكتور خلف المفتاح شدّد المجلس على رفض ما يسمّى “قانون قيصر” داعياً كلّ دول العالم لعدم التعامل بحيثياته بوصفه يشكّل عدواناً على سيادة سورية، وانتهاكاً للقانون الدولي، وعقاباً للشعب السوري الذي حارب الإرهاب دفاعاً عن الإنسانية، ما يعني أنّ هذا القانون يشكّل إرهاباً اقتصاديّاً للشعب السوري من جهة، ودعماً وتشجيعاً للإرهابيين من جهة أخرى.
وأكّد المجلس وقوفه إلى جانب سورية وقيادتها في حربها على الإرهاب ودفاعها عن سيادتها الوطنيّة ومقاومتها للمخطّطات الأميركيّة الصهيونيّة داعياً جميع القوى الوطنية والقومية الإنسانية في العالم للوقوف إلى جانبها ودعمها في مواجهتها لتلك المخطّطات حتى تتمكّن من تحرير كامل جغرافيتها الوطنية وسيادتها على ترابها الوطني، وطرد المحتل التركي والأميركي وكلّ من يتعاون معهما في انتهاك سلطتها الشرعيّة.
كما شدّد المجلس على رفض ما يسمّى “صفقة القرن” التي هي صفقة من طرف واحد وليس للشعب الفلسطيني، أو سلطته، ومؤسساته الشرعية والكفاحية أيّ علاقة بها، والوقوف في وجهها، ورفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس العاصمة التاريخيّة لفلسطين عاصمة للكيان الصهيوني، ورفض قراره حول الاعتراف بضمّ الجولان السوري المحتلّ إلى الكيان الصهيوني في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة.
وجدّد المجلس وقوفه إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني في مقاومته للاحتلال، وسعيه لتحرير أرضه، ودعمه لنضال أبناء الجولان السوري المحتلّ في مواجهتهم لقوات الاحتلال وصولاً لاستعادته، وتحريره ووقوفه إلى جانب المقاومة الوطنيّة في لبنان والشعب اللبناني في مواجهته للمؤامرات الخارجيّة التي تستهدف أمنه واستقراره.
ووجّه المجلس التحيّة للأهل في فلسطين المحتلة، ولاسيما في القدس، وهم يواجهون مخطّطات العدو الصهيوني في التهويد الجغرافي والديموغرافي، ومحاولاته السطو على الثقافة والتاريخ وتهويدهما، داعياً كلّ القوى الحيّة للدفاع عن الهوّية الحضاريّة للمدينة ودعم سكانها بتمسّكهم بالأرض والتاريخ والهوّية.
ودعا المجلس إلى رفض جميع سياسات التطبيع مع العدو الصهيوني واعتبار ذلك خيانة لدماء الشهداء الذين قضوا في سبيل تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة وشرعنة للاحتلال واعترافاً للسارق بملكيته للمسروقات.
وفي ختام البيان أكّد المجلس على العلاقة الاستراتيجيّة بين محور المقاومة، وجمهورية روسيا الاتحادية، والأصدقاء في جمهورية الصين الشعبيّة، وغيرها من دول العالم المؤمنة بالحرّية وحقّ الشعوب في ممارسة خياراتها الوطنيّة، وأنّ القضيّة الفلسطينيّة هي القضية المركزية للأمة العربية، فضلاً عن كونها حركة تحرّر وطني، وأنّ لا خيار مع العدو الصهيوني إلّا خيار المقاومة، حيث البندقية المقاومة هي الممثل الشرعي، والوحيد للشعب العربي الفلسطيني.
وفي تصريح لـ”الثورة” أكّد الدكتور المفتاح أهمية عقد الاجتماع السنوي للمؤسسة في دمشق قلب العروبة النابض، وحصن المقاومة المنيع، في هذا التوقيت الذي يتعرّض فيه السوريون لأعتى عاصفة إرهاب أميركي اقتصادي لاستهداف صموده، ومقوّمات حياته، وثباته لتمرير صفقتها الإجراميّة المسمّاة “صفقة القرن” التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وشطب حقوق الفلسطينيين المشروعة، مضيفاً إنّه رغم كلّ سهام الإرهاب التي توجّهها الإدارة الأميركية لاستهداف صمود السوريين والضغط على الدولة السورية لتتخلى عن ثوابتها، إلّا أنّ الدولة السورية رغم ما تتعرّض له من هجمات إرهابية عسكرية، واقتصادية مسعورة لن تقايض على مبادئها الوطنية، والقومية، ولن تحيد عن طريق الحقّ بدعمها الحقوق الفلسطينيّة المشروعة باستعادة أراضيهم المحتلة.
وفي تصريح مماثل لـ”الثورة” أكّد رئيس المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر أنّ المعركة واحدة على أرض فلسطين، وعلى أرض سورية، وهي تستهدف نهب ثروات ومقدرات المنطقة كاملة، كما تستهدف تقسيم وتفتيت العالم العربي وفق المخطّطات الصهيونية الأميركية المعدّة للمنطقة، موضحاً أنّ الهجمة الشرسة التي تتعرّض لها سورية منذ عشر سنوات تستكمل فصولها الآن بإعلان ما يسمّى قانون قيصر الإرهابي الذي يمثّل تعدّياً صارخاً على حقوق الإنسان وانتهاكاً للقوانين الدولية، فلجوء إدارة ترامب المتصهينة إلى الحصار الاقتصادي لتجويع الشعب السوري هو محاولة يائسة لثنيه عن مبادئه الوطنية والقوميّة، والنيل من جيشه الأسطوري الذي اجترح معجزات النصر من رحم الصعاب، مضيفاً إنّ سورية ستنتصر كما انتصرت في كلّ معاركها السابقة على الإرهاب ومشغّليه وستبقى الحصن المنيع المقاوم، والداعم للقضية الفلسطينيّة، حتى تحرير فلسطين وعودة كلّ الحقوق المغتصبة من قبل العدوّ الصهيونيّ.