ثورة أون لاين – معد عيسى:
تكثر الانتقادات عند حدوث أي اختناق أو أزمة، وتطرح هذه الانتقادات عشرات الملاحظات والحلول، ولكن لا شيء يتغير، وكأن المعنيين غير مُهتمين، ولم يسمعوا وبما يشير إلى درجة تغلغل شريحة المنتفعين وتجار الأزمات داخل مؤسسات القرار.
اليوم نحن أمام أزمة اقتصادية حقيقية، سبيل الخروج منها واضح جداً، ومنذ زمن، ولكن لم تُتخذ الخطوات للخروج منها، فالجميع يقول: إن المخرج بالاعتماد على زيادة الإنتاج المحلي المتعلق بالاحتياجات الأساسية للمواطن، ولكن ماذا فعلنا؟ هل زرعنا كفايتنا؟ هل طورنا التصنيع الزراعي؟ هل هناك خريطة واضحة للتصنيع الدوائي؟ هل تم تجهيز مراكز خزن للفائض من الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي؟
المواجهة تكون بخطط عاجلة وإسعافية أحياناً، ولكن بالتوازي تكون هناك خطة علاجية، فعندما يتم تأمين حاجة الاستهلاك من الزيوت بالتوريد فهي خطة إسعافية، والمعالجة بوضع خطة زراعية تبدأ من اليوم تحدد المحاصيل الضرورية والمساحات الصالحة للزراعة والجغرافيا لكل محصول، ويتم البدء بتأمين البذار والسماد والمحروقات وإعلان الأسعار الأولية لاستلام هذه المحاصيل قبل الزراعة، كي نشجع المزارع للتوجه لزراعة محصول دون غيره، وأبعد من ذلك نعلن عن وقف استيراد أي مادة يُمكن إنتاجها محلياً، لكي ندفع حلقات التصنيع من القطاع الخاص للذهاب إلى المزارعين في حقولهم للتفاوض على استلام الإنتاج، وعندما نكون بهذه الدقة في الخطط نحصل على الإنتاج المطلوب، ونضمن مشاركة طرفي العلاقة، المزارع والصناعي في العملية الإنتاجية.
غريب أن نسمح بنشر زراعة محاصيل أو نشجع على زراعتها في مناطق معينة مناسبة أكثر لمحاصيل أساسية، مثل تشجيع زراعة التبغ في الغاب ودرعا، ونضيق الخناق على موطن زراعتها الأساسي في الساحل والجبال الساحلية التي لا يصلح محصول آخر للزراعة فيها.
كل عام يشتكي المزارع من خسارته في موسم البطاطا بسبب غزارة الإنتاج في فترة معينة، وبالمقابل يشتكي المستهلك من ارتفاع الأسعار في فترة أخرى، فهل عجزنا عن تخزين الإنتاج الفائض لطرحه في ذروة الاحتياج؟ هل عجزنا عن زراعة الذرة والصويا التي كنا نزرعها قبل عقدين من الزمن، وكانت توفر الزيوت واحتياجات قطاع الدواجن المنهار من الأعلاف؟
الوقت مناسب لوضع خطة مُحكمة للزراعة وتأمين مستلزماتها، بما في ذلك تصنيعها وتأمين الأسمدة بالوقت المناسب والبذار المناسب الذي يعتبر الخلل الأكبر في إنتاجنا الزراعي، إضافة إلى المبيدات.