في التاسع عشر من الشهر الجاري موعدنا مع الاستحقاق الدستوري لانتخاب أعضاء مجلس الشعب، هذا الاستحقاق الوطني الذي يكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف والأوضاع التي يمر بها الوطن، حيث يتطلب انتخاب أعضاء جدد مميزين يتصفون بالجرأة والشجاعة والمصداقية في طرح هموم الناس ومشكلاتهم، وأكفاء لديهم الخبرة والمقدرة على التشريع وسن القوانين التي تؤسس لمرحلة جديدة يتجدد فيها كل شيء، بما يحقق سورية المزدهرة والمتطورة والقادرة على أن تلعب دورها الريادي.
كثيراً ما نسمع الانتقادات والملاحظات على أداء أعضاء مجلس الشعب، ولاسيما أن التجارب مع بعض هؤلاء الأعضاء لم تكن ناجحة، ولم تسجل أي علامة فارقة بين قطبي المعادلة.. الناس والأعضاء، بل كانت هذه التجارب دون الحد الأدنى من المستوى المطلوب، ليس فقط لأن الناس لم تعرف كيف تختار ممثليها، أو أن بعض أعضاء مجلس الشعب دخلوا في قوائم وتحالفات لا يستحقونها، وإنما هناك أمور عديدة تتعلق بثقافة الناخب من جهة ونسبة المشاركة من جهة أخرى…
فهناك الكثير ينتخب لاعتبارات ومعايير غير مجدية وضيقة ومن زاوية مغلقة يكون للقرابة أو العلاقة الشخصية أو المصلحة أو العائلية وما شابه الدور المؤثر في الاختيار، كما أن الإحجام عن المشاركة يؤدي في نهاية المطاف إلى وصول من لا يحقق الكفاءة والنزاهة والتمثيل الصحيح، عدا أن عدم المشاركة هي في الأساس تخل عن ممارسة حق دستوري وواجب وطني مهما كانت الاعتبارات والظروف…!!
إذا كانت الفكرة أننا لا نستطيع أن نغير، فهذا حكم مسبق غير صحيح على الإطلاق، فعندما نمتلك ثقافة الاختيار والانتخابات ونمارسها قولاً وفعلاً، ونختار من خلال معايير وطنية وأخلاقية أصحاب الكفاءات والخبرات والسمعة الحسنة ونشارك بصوتنا عبر الانتخابات، عندها نمتلك مفتاح التغيير والتجديد وإيصال من نراه مناسباً… فليكن اختيارنا صحيحاً…
ولتكن مشاركتنا واسعة لنضمن التجدد والتجديد…!!
حديث الناس – هزاع عساف