ثورة أون لاين – عبد الحميد غانم :
فضحية المساعدات الأمريكية إلى اليمن الشقيق، التي جاءت بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي كشفها الجيش اليمني، وكانت عبارة عن تهريب أسلحة فتاكة إلى الجماعات الإرهابية المتعاونة مع محور العدوان السعودي الإماراتي، يؤكد الدور المشبوه لمثل هذه المنظمات، التي ترفع شعارات حق يراد بها باطل، وتعمل بلبوس الإنسانية والتنمية.
تلك المنظمات التي تدور في فلك المخطط الأمريكي الغربي المعادي لليمن والمنطقة، وتمارس دوراً عدوانياً وتخريبياً على عكس الأهداف والشعارات التي ترفعها أمام الرأي العام العالمي، بالحفاظ على تنمية الشعوب.
ليس جديداً أن يكتشف دور الوكالة الأمريكية ويفتضح أمرها مثلما حصل مع منظمات أخرى، وتحت مسميات متنوعة، من أجل خدمة المخطط الأمريكي، فقد افتضح دورها في أماكن متعددة من العالم.
وقد تحدثت كتب ووثائق سياسية عن دور مثل هذه الوكالات والمنظمات التي تدور في الفلك الأمريكي في مواقع متفرقة في العالم في فنزويلا ونيكاراغوا وتشيلي وفي بلدان عربية وأفريقية وآسيوية أخرى، إذ كشفت تورط الإدارات الأمريكية في إشعال الفتن الطائفية والحروب الأهلية والفلتان الأمني داخل تلك البلدان بما يخدم المصالح الأمريكية وأطماع الغرب ويلبي غايات المخطط الأمريكي في العالم .
ما نشهده اليوم في حيثيات العدوان السعودي السافر ضد اليمن الشقيق، أنه ينفذ أجندة أمريكية، ويلتقي مع المخطط الأمريكي الغربي للمنطقة الهادف إلى تقسيم اليمن والبلدان العربية الأخرى وإضعاف مقاومتها وعوامل صمودها، بما يمهد الطريق لتمرير المخططات العدوانية ضد الأمة العربية بأكملها.
لم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية بدعم محور العدوان ضد اليمن، الذي يقوده نظام آل سعود، بل وظفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالات ومنظمات أمريكية ودولية تدور في فلكها، تدعي العمل الإنساني والاجتماعي، لكنها في حقيقة الأمر، تستغل نفوذها وصلاحياتها في أدوار عسكرية واستخباراتية مخربة، فتعمل على مدّ جماعات إرهابية بالأسلحة وبمعلومات استخباراتية تساعدها في عملها التخريبي ضد المواطنين والبلاد.
إن فضيحة الأسلحة المهربة من قبل الوكالة الأمريكية تحت غطاء المساعدات الإنسانية يؤكد مجدداً الارتباط الوثيق بتنفيذ المخطط العدواني الذي تديره دوائر صنع القرار في الإدارة الأمريكية، إذ تصبح تلك ” المساعدات” أداة لقتل المدنيين وتدمير مجتمعهم بدلاً من اعانتهم وتنميتهم.
لا يختلف اثنان على خطورة الدور الأمريكي المخرب والعدواني في اليمن وفي عموم المنطقة، إذ عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على استمرار هذا الدور بأشكال مختلفة ومتغيرة في اليمن والدول العربية والعالم، من خلال مدّ الجهات الإرهابية بالأسلحة العسكرية والمعلومات الاستخباراتية والتغطية على جرائمها، باستخدام مختلف الأساليب والأدوات، حتى لو كانت منظمات دولية تعمل تحت غطاء المساعدات والأعمال الخيرية والاجتماعية، لأن مايعنيها هو تنفيذ المخطط المرسوم للمنطقة بما يؤدي إلى تقسيم البلدان وتفتيتها على أساس عنصري وإضعاف الكيانات الجديدة لجعلها تدور في فلك المشروع الصهيوني.