كما دائما كان المواطن السوري بحجم التحدي، نزل إلى صناديق الاقتراع وانتخب ممثليه الى مجلس الشعب وأصبح الأمر في عهدة أعضاء المجلس الذين سيتم الإعلان عنهم بعد انتهاء عمليات الفرز، هذه العهدة تحتاج إلى عمل كبير ونمط مختلف من العمل، وهذا الأمر يرتب على رئاسة المجلس أن تكون مختلفة أيضاً في عملها لنواحي توزيع الأعضاء على لجان المجلس حسب اختصاصاتهم ليكونوا قادرين على المناقشة وفهم تفاصيل القضايا المطروحة، وعلى رئاسة المجلس أن تذهب أبعد من ذلك لإقامة ورشات عمل متخصصة لأهم القضايا مثل الموازنة، التشاركية بين العام والخاص، قانون الأحوال الشخصية، القانون الأساسي للعاملين في الدولة، علاقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية، واجبات وحقوق أعضاء المجلس أنفسهم وغير ذلك من الموضوعات.
تغير انطباع الشارع والجهات التنفيذية عن أعضاء مجلس الشعب ودور المجلس، مسؤولية رئاسة المجلس، ومسؤولية الأعضاء، فعندما تكون أضابير طلبات أعضاء مجلس الشعب في أي وزارة أكبر من أضابير أهم ملف في الوزارة فلن يستطيع الأعضاء مساءلة الوزير، وسيكون أغلبهم من المدافعين عنه، وعندما جمع بعض أعضاء مجلس الشعب من التجار بين السلطة والمال انتزعوا كل القرارات التي يريدونها من الحكومة لصالحهم.
هناك من يخشى من استمرار نمطية عمل المجلس رغم حرج الظروف، وهناك من يخشى من زيادة عدد الصامتين في المجلس فيمتد صمتهم من يوم الصمت الانتخابي الذي يسبق الانتخابات بيوم لنهاية الدور، وتقتصر مشاركتهم على رفع الأيدي، وهناك من يخشى أن يبتعد بعض الأعضاء عن المواطن وهمومه انطلاقا من التباعد المكاني فتكون آخر مرة رأى بها المواطن عضو مجلس الشعب الذي انتخبه هو يوم الانتخابات مستلهماً من التباعد المكاني بسبب كورونا.
كل ما سبق تحدده وترسمه رئاسة المجلس بتنظيمها ورشات العمل عن أهم القضايا، أو بترشيح الأعضاء للمشاركة في ورشات العمل المتخصصة التي تقيمها الجهات العامة، كما عليها فرض تواجد الأعضاء في فترات محددة بمكاتب وعناوين معروفة للجميع في المناطق التي رشحوا أنفسهم بها وانتخبتهم، فعضو مجلس الشعب المنتخب عن حلب ويقيم في دمشق لن يطرح مشاكل من انتخبه ولن يعرف بها أصلا، فيكون لقاؤهما الأول والأخير هو يوم الاقتراع، وعضو مجلس الشعب التاجر الذي لا يهمه سوى الربح لن يشعر بارتفاع الأسعار وعلى العكس سيكون همه رفعها.
ما سبق موجود في مجلس الشعب وتكرس على مدى سنوات طويلة وهي حالات وليست تعميماً ولكنها طغت على سمعة ودور المجلس ويجب أن تعالج بالتنظيم، وعلى الأعضاء البحث والتقصي وفهم الأمور لمناقشتها.
على الملأ -بقلم مدير التحرير معد عيسى