أنجز السوريون على امتداد ساحة الوطن استحقاقاً وطنياً مهماً، يضاف إلى ما أنجزوه وهو ليس بالأمر القليل، من مواجهة الإرهاب ومكافحته والتصدي بكل الوسائل والسبل المتاحة، وصولاً إلى النصر الذي لا يختلف اثنان عليه، ذلك كله لم يثن عن متابعة مفردات الحياة اليومية في مختلف مجالات الحياة، واستمرت دورة العمل بكل مؤسسات الدولة، فلم تتوقف المدارس يوماً ولا الجامعات، ولا غيرها.
ومن الطبيعي أن يكون الأمر منسحباً على المؤسسات التشريعية والدستورية، فقد شهدت سورية وفي أصعب الظروف إنجاز الاستحقاقات التي يجب أن تنجز، وها هو الدور التشريعي الثالث لمجلس الشعب يمضي بخطوات ثابتة نحو النتائج النهائية وصولاً إلى قبة المجلس، لقد كان السوريون على قدر عال من المسؤولية الوطنية التي عرفوا بها، ورسموا الخطوات اللازمة للوصول إلى النتائج المرجوة على أرض الواقع.
هذا الإنجاز يستوجب أن نكون على قدر عال من اليقظة والحرص، وأن ترسم ملامح استراتجيات جديدة تحت قبة المجلس، وبناء الإنسان هو الغاية التي يجب أن تكون، هذا يعني بالضرورة أن ثمة استراتجيات ثقافية وفكرية وتربوية يجب أن تكون على طاولة البحث والنقاش، وعلينا أن نرتقي إلى مستوى الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري، وقد رسم ميدان النصر مساراً سياسياً في العالم كله، أدى إلى كسر القطبية الأحادية التي صبغت نهايات القرن الماضي ومطلع القرن العشرين، لقد غيّر السوريون العالم بما أنجزوه، وهم قادرون على الحفاظ على ما أنجزوه، وعلى صون الوطن، نثق أن المشهد سيكون مختلفاً، وسيبني على ما تأسس وانطلاقاً من الثوابت السورية التي لم تكن في يوم من الأيام موضع مساومة، ومن أجلها كانت التضحيات السورية وستبقى.
من نبض الحدث – ديب علي حسن