الملحق الثقافي:
أسس مدرسة أخلاقية فلسفية، دعيت بالقورينائية، نسبة إلى بلدته التي ولد ونشأ فيها. تفرعت مدرسته عن تعاليم سقراط في الفضيلة، إلا أنها ابتعدت عن تعاليمها الأساسية، واقتربت من نزعة السفسطائيين في نسبية القيم، وجعلت اللذة هي القيمة الكبرى في الحياة.
ولد أريستيبوس عام 435 قبل الميلاد، في بلدة قورينا في طرابلس الغرب في شمال أفريقيا. رحل إلى أثينا، وانضم إلى السفسطائيين وسقراط. تجاهل لذات العقل، ورأى أن لذات الجسد أكثر عمقاً وشدة. آمن بالاستقلال الذاتي وبالنزعة العالمية غير القومية، مع عدم الاهتمام بالظروف الخارجية.
انطلق أريستيبوس من المبدأ السقراطي القائل بأن السعادة هدف البشرية، ووضع الأسس النظرية الأولى لمذهب اللذة بالمعنى العام؛ إذ قال: «إن السعادة هي اللذة، واللذة جيدة بذاتها، فهي الخير الأقصى»، واللذة تنتقل بالحركة، وكل حركة هي حركة جسمية، ولا وجود للذة إلا في حركة الجسم، ويتابع: «إن الأشياء تؤثر حتماً في النفس ويختلف تأثيرها باختلاف الأفراد، وقد يحكم شخص على شيء بأنه بارد، ويحكم عليه شخص آخر بأنه حار».
أسس أريستيبوس النظرية الاسمية في الكليات مقابل النزعة الأفلاطونية. وقد بالغ في قوله إنه نظراً «لأنني لا أستطيع أن أدخل في عقلك، فإنني لا أعرف إن كانت الكلمة الكلية قد دخلت في عقلك في نفس المعنى الذي دخلت به في عقلي».
لذلك، وبناء على نظريته في الكليات، أنكر أريستيبوس المسؤولية الاجتماعية، ومجّد الحرية الباطنية والاستقلال الحق، وطرح قضية أنه لا يوجد أي قانون خلقي يمكن أن ينتهك مطالب اللذة المطلقة من الخارج.
توفي أريستيبوس عام 366 قبل الميلاد، فتولت ابنته مدرسته من بعده، ثم ابنها الذي حمل اسم جده، ودعا إلى مذهبه مع تطرف في الدعوة إلى اللذة الحسية إلى حدودها القصوى.
التاريخ: الثلاثاء21-7-2020
رقم العدد :1006