ثورة أون لاين – دينا الحمد:
الإرهاب الأميركي على مستوى المنطقة والعالم دخل مرحلة خطيرة بعد اعتراض طائرات الولايات المتحدة المعادية، والتي تمارس بلطجتها تحت مسمى التحالف الدولي المزعوم لمكافحة الإرهاب، لطائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية، في انتهاك خطير للسيادة السورية من جهة، ولاتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي والقوانین الدولية من جهة أخرى.
وإذا كان من حق الدولتين السورية والإيرانية اتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية المناسبة ضد هذا الإرهاب الأميركي الموصوف، والتي كفلتها القوانين الدولية الخاصة بالملاحة الجوية، فإن اللافت أن ما يسمى المجتمع الدولي الذي تقوده أميركا لم يحرك ساكناً تجاه هذه الجريمة الأميركية، ولم يجتمع مجلس الأمن الدولي كعادته عندما يتعلق الأمر بدولة لا ترضى الولايات المتحدة عن سياساتها.
ولعل السؤال الذي يلقي بظلاله على هذا التطور الخطير هو: ماذا لو كانت الطائرة المدنية هي لأميركا أو لإحدى الدول المتحالفة معها؟ بالتأكيد ستقيم واشنطن الدنيا ولا تقعدها، وستدعو مجلس الأمن للاجتماع فوراً وإصدار القرارات والبيانات، لكن ما يدعو للأسف أن الغرب الذي يتبجح بدفاعه عن كل القوانين الدولية، ومنها اتفاقية (شيكاغو) للطيران المدني لم يحرك ساكناً لأن الأمر يتعلق بسورية وإيران اللتين تمارس منظومة العدوان بحقهما كل أنواع الإرهاب والبلطجة والحصار.
ومن اللافت أن ممارسة أميركا للبلطجة ضد الطيران المدني ليست جديدة، وهذا الاعتداء على الطائرة الإيرانية ليس المرة الأولى، فكم هددت طائرات أميركا طائرات ركاب إيرانية وغير إيرانية، والعالم كله يذكر كيف قامت واشنطن بإسقاط طائرة إيرانية فوق منطقة الخليج عام 1988، ما أسفر عن استشهاد 290 راكباً آنذاك.
إن هذه العربدة الأميركية الإرهابية بالغة الخطورة تستدعي تحركاً دولياً يلجمها ويمنعها من تكرارها في المستقبل، وخصوصاً أن واشنطن أرهبت مسافرين مدنيين ما أدى إلى إصابة بعضهم قبل أن تواصل الطائرة رحلتها وتحط في مطار بيروت.
وإذا كانت هذه البلطجة قد جاءت في الوقت الذي تحتل فيه أميركا جزءاً من الأراضي السورية في الجزيرة فإن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر بإجبار المحتل الأميركي على إنهاء احتلاله لتلك الأراضي والكف عن دعمه للتنظيمات الإرهابية واحترام السيادة السورية، وبغير ذلك فإن أميركا ستقود المنطقة برمتها إلى المجهول ومزيد من الفوضى الهدامة التي تؤثر سلباً على الأمن والاستقرار العالمي برمته.