لم تكن المرة الاولى، وعلى ما يبدو لن تكون الاخيرة، صلف العدوان الذي يقود إلى العربدة الكارثية التي انتقلت من الارض إلى السماء وتمارسها بكل وقاحة الولايات المتحدة الاميركية ومعها الكيان الصهيوني، وقد بدأ الممارسة هذه الكيان الصهيوني حين أقدم أوائل سبعينيات القرن الماضي بالهجوم على طائرة ركاب مدنية ليبية وتم إسقاطها فوق سيناء، وكانت تقل أكثر من 300 راكب مدني، لم ينج منهم إلا طفل صغير.
مرت الجريمة من دون حساب من قبل المجتمع الدولي، وتوالت أعمال الاستباحة بظل صمت مطبق، ولم تكن واشنطن بعيدة عما يقوم به الكيان الصهيوني، فقد تم إسقاط طائرة مدنية إيرانية فوق مياه الخليج وقضى كل من كان على متنها… كوارث بالجملة نتيجة الصلف والغرور وعدم قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ قرار يوقف هذا الغرور.
وما تعرضت له الطائرة الايرانية منذ أيام من قبل ما يسمى قوات التحالف، يؤكد أن الغرور وصل مداه وبلغ حداً أبعد من أن يسمى وقاحة وصلفاً بل عدوان موصوف ومنظم.. هو في أساسه جريمة حرب كبرى يجب أن تحال إلى المؤسسات الدولية المعنية بتحقيق العدالة.
ولاينفع الصمت من قبل المجتمع الدولي، فقد رسخت واشنطن نهجاً عدوانياً خطراً للغاية يجب أن ينتهي.. المسؤولية جماعية.. لايمكن لأي جهة أن تتبرأ منها لأنها ستكون غداً هي موضع العدوان إن استمر الأمر من دون ردع ومعاقبة.
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن