رغم كل الضغوط المعيشية التي تواجه السوريين وحالة الامتعاض من بعض القرارات ذات الصلة بالواقع المعيشي، إلا أن ثقتهم بدولتهم مازالت ثابتة وراسخة ويعول عليها في مواجهة التحديات القادمة مهما اشتدت وصعبت…
علينا أن نميز هنا بين الدولة والحكومة، فالأخيرة كما نص عليه الدستور هي معنية بخدمة الوطن والمواطن وإدارة شؤون البلاد المختلفة بما يحقق مصلحة هؤلاء ضمن خطط واستراتيجيات وتوجهات محددة في حين أن الدولة تعني الوطن والسيادة والجيش والشعب والقيادة وكل شيء مقدس يخص السوريين ككل فالثقة بالدولة مازالت متينة.
الأسباب وراء هذه الحالة كثيرة ومختلفة ومنها ما هو مبرر وفي الوقت نفسه الأخطاء موجودة وساهمت في الحالة التي نعيشها اليوم، إلا أن أكثر ما أثار حفيظة المواطن يتمثل في القرارات التي كان ظاهرها شيء وباطنها شيء آخر، فالضبابية تلفها في البداية ليمر الوقت ليجد المواطن أنها أصابته في منحى معين بشكل سلبي علماً أنه لو أعلن عنها بصراحة منذ البداية لكانت أخف وطأة واستياءً..
لعل اعتماد هذا الأسلوب وتكراره بقصد أو بغير قصد ساهم في حالة الاستياء، وعليه لا نستطيع أن نلوم المواطن الذي صمد وقاوم وآمن بدولته طوال هذه السنوات، إنما يمكن أن نطالبه بتوخي الحذر من محاولات الاصطياد في الماء العكر الكثيرة والتي تحاول أن تفقدنا قيمة النصر على الإرهاب الدولي.
اأما بالنسبة للثقة فيمكن استعادتها وتعزيزها في حال لمس المواطن تغيراً في الأسلوب والنتائج، والأهم طريقة التعاطي مع المصارحة الشفافة بكل ما يتعلق بالواقع المعيشي للمواطن..
على الملأ- بقلم أمين التحرير- باسل معلا