منظومة العدوان بقيادة أميركا وأداتها الكيان الإسرائيلي مأزومة جداً، وأزماتها باتت تدفعها إلى ارتكاب حماقات لا تدرك مدى ارتدادها عليها، بل إنها تحاول اختراع أي قضية تقنع بها جمهورها بأنها على أبواب النصر على خصومها في محور المقاومة أو محور مكافحة الإرهاب على مستوى العالم، وأنها تحارب الإرهاب المزعوم وقطعت أشواطاً كبيرة في وأد تنظيماته والقضاء على متزعميه، وأنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من رسم لوحة الأمان المزيفة لشعوبها.
وليس هذا فحسب بل إن حكام المنظومة العدوانية ومنظريها من أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية باتوا يروجون بقدرتهم على السيطرة على الاقتصاد العالمي، وبانكفاء الصين أمامهم، وبقدرتهم على تطويق روسيا بالأزمات، وسيطرتهم على المشهد العالمي برمته، مع أن الأخبار القادمة من الشرق والغرب تؤكد اتجاه أقطاب العالم الجدد إلى الاستغناء عن عملة الدولار الأميركية، وأنهم سيضعون الخطوط العامة لمشهد الاقتصاد العالمي كما تتطلبه مصالحهم وليس مصالح أميركا.
أوهام منظومة العدوان تدفعها يومياً إلى اختراع مثل هذه القضايا التي تخدر بها نفسها وتوهمها بإنجازات مزعومة، وكذا كانت الصورة الأخيرة التي افتعلها الكيان الإسرائيلي بعدوانه المدفعي الذي استهدف مرتفعات بلدة كفرشوبا ومحيط موقع رويسات العلم في لبنان.
فحالة الارتباك والتخبط التي يعيشها الكيان الغاصب، وخشيته من هزيمة جديدة على يد محور المقاومة دفعته إلى تأليف القصص والروايات المضللة، والزعم بإحباطه عملية تسلل للمقاومة، فكانت إذاً عملية اختراع الانتصارات الوهمية المذكورة علها تسعف حكام الكيان ببعض المعنويات المفقودة.
لكن الذي غاب عن ذهن حكام العدو الإسرائيلي، وخصوصاً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومن خلفه إدارة الشر الأميركية بقيادة دونالد ترامب وفريقه الاستعماري، أن كل التضليل الذي مارسه إعلامهم المزيف عن إحباط عملية تسلل مزعومة من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة هي محاولة لم تنفعهم بشيء، بل ارتدت عليهم وكشفت عوراتهم وضعفهم الذي يقول أنهم أضعف من بيت العنكبوت، وبدؤوا يحسبون ألف حساب لرد فعل المقاومة على عدوانهم الغادر، وبدأ مستوطنو الكيان الغاصب يعيشون أصعب لحظات وجودهم .
بقلم مدير التحرير -أحمد حمادة