إدارة المشاريع الإنتاجية.. رافد حقيقي للصمود وتحقيق الاكتفاء الذاتي لجيشنا البطل اللواء أحمد علي: خطتنا أن تعود جميع التعاونيات للعمل والإنتاج
ثورة أون لاين – لقاء غصون سليمان وميساء الجردي:
جسد الجيش العربي السوري في مسيرة حياته النضالية قولا وفعلا أن الجيش للحرب والإعمار، فعندما تقف على حدود مقومات الصمود للشعب السوري وجيشه المقدام، تدرك تلك التفاصيل المؤثرة في شرايين القوة، حجم الصلابة والمناعة الوطنية.
ففي الطريق إلى إدارة المشاريع الإنتاجية كانت الخواطر تجول في النفس عن ماهية عملها وإمكاناتها وخصوصيتها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، فحين تنظر إلى تلك اللوحة الخضراء التي احتوت على منتجات متنوعة تدرك راحة النفس، طالما العنوان العريض يشي بحجم العطاء الذي تقدمه هذه المشاريع كرافد حقيقي لحاجات الجيش العربي السوري اقتصاديا واجتماعيا ووطنيا بشكل خاص والمجتمعي بشكل عام.
خلال الحديث مع اللواء أحمد علي مدير المشاريع الإنتاجية كان للتفاصيل حكايتها في سنوات الخير والعطاء، وحتى في زمن القحط كان لجدار التحدي لغته أيضا، فإدارة المشاريع الإنتاجية هي إحدى إدارات الجيش والقوات المسلحة التي تتبع مباشرة لرئاسة هيئة الأركان العامة وهي متخصصة في مجال الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتصنيعه.
كما تقوم بإنتاج خلطات نباتية متنوعة من النباتات الطبيعية والعسل الطبيعي بإشراف لجنة طبية متخصصة تضم نخبة من خيرة أساتذة جامعات القطر إلى جانب التنسيق مع جهات علمية متخصصة في العديد من دول العالم، وهنا يشير اللواء علي إلى واقع الحال خلال السنوات العشر الأخيرة حيث دمرت الحرب العدوانية على بلدنا عدداً كبيراً من المنشآت الخاصة بالإدارة الإنتاجية وهناك الكثير من المنشآت أصبحت خارج الخدمة نتيجة العمليات الإرهابية، خاصة بالحسكة والمنطقة الشرقية والقامشلي، لافتا أنه في حلب كان يغطي معمل البرغل كامل حاجة الجيش العربي السوري مع وجود الفائض، لكنه للأسف لم يعد في الخدمة حاليا، أيضا كان لدينا تعاونيات لتأمين البيض والفروج في حمص ومنطقة تلبيسة وأن نصف منشآت الغوطة الشرقية وفي درعا وهذه جميعها أصبحت خارج الخدمة ، لكنه خلال عام تقريبا تمت إعادة تأهيل أكثر من تعاونية في منطقة القطيفة لتأمين فروج المائدة من خلال تأمين مفقس الفروج إلى حدود الاكتفاء الذاتي.
ويؤكد اللواء علي أنه تم بيع أكثر من دفعة للمؤسسة العامة للدواجن مع ملاحظة تأهيل معظم الأراضي الزراعية في الغوطة الشرقية وزراعتها بمحصول القمح والبطاطا حيث تم استثمار ٣٠٠ دونم في منطقة دير العصافير بعدما كانت خارج الخدمة لزراعة القمح وذكر هنا أن ما يقارب ٥٠ طنا من القمح سلم للمؤسسة العامة للحبوب كبداية و ١٠٠طن من البطاطا طرحت في الأسواق بسعر تشجيعي وهناك خطة مستقبلية لزيادة مساحات الاستثمار واستصلاح الأراضي الزراعية ، باعتبار الزراعة تحتاج إلى تأهيل جيد من مياه وأيد عاملة،كما أشار إلى زراعة ١٠٠ دونم من الكرمة في منطقة الباردة، إلى جانب حقلين من الوردة الشامية ،تقدم لمعمل النباتات الطبية.
وبين مدير إدارة المشاريع الإنتاجية أن البيض والفروج المنتج حاليا هو لتأمين حاجات الجيش والقوات المسلحة، فحتى تاريخه من الشهر السابع للعام الحالي تم تسليم ٦ ملايين بيضة وفق العقود المتفق عليها مع الجهة المعنية، وبالنسبة لدمشق ذكر انه تم تأهيل وتجهيز المفقس (الصوص) حيث أنتج مؤخرا ١٨ ألف صوص أرسلت إلى التعاونية في طرطوس، كما تم تأهيل تعاونية أخرى لإنتاج البيض في منطقة الباردة وأخرى في بويضان على طريق السويداء من خلال تجهيز حظيرة لإنتاج البيض إضافة إلى الصيانات الدورية السنوية، وفي خطة العام القادم أشار إلى أنه سيتم تجهيز حظيرتين في القطيفة لانتاج الفروج بهدف تحسين الأداء على صعيد التأهيل والإنتاج لإدخال تعاونيات كاملة في الإنتاج.
ومن دعائم المشاريع أيضا تم زراعة حقلين آخرين من النباتات الطبية في اللاذقية لصالح معمل النباتات الطبية إضافة إلى معمل آخر للحلاوة الطحينية، ومعمل عسل (الزلوع) الذي جرى له حماية خاصة، بعد دخول معامل خاصة على الطريق للنباتات ، فمنتجات مشاريع الإدارة ذات جودة عالية وأسعارها منافسة في السوق.
لكن الأهم برأي اللواء علي هو أن كل ما تنتجه فروع وتعاونيات الإدارة الإنتاجية هو لتأمين حاجات الجيش أولا وما يزيد يطرح السوق الداخلية بسعر التكلفة، زائد٢%وأحيانا لا تحقق هذه النسبة بسبب تفاوت سعر الصرف، وكذلك المواد العلفية مرتبطة بسعر الصرف، ورغم ذلك فإن الأمور جيدة طالما هناك قطاع واحد يقدم للقوات المسلحة جميع المنتجات.
وعلى صعيد الخضروات، هناك استثمار جيد لزراعة أنواعها المختلفة وإن كان هناك من مبادرة بمناسبة عيد الجيش العربي السوري أشار اللواء علي أنه مهما قدم من مبادرات إيجابية ومكافآت تشجيعية، مادية ومعنوية فهي لا تفي بجزء من حق بواسلنا الأبطال لذلك مهما قدمنا هو شيء متواضع حيث جرت العادة أن يخصص شيء من أرباح إدارة المشاريع كمكافآت للأخوة المقاتلين رغم توقف العديد من المنشآت وخروج بعضها الآخر عن الخدمة ، لكن الإصرار على إعادة بناء المنشآت التابعة هو سيد الموقف لأن الحالة المعنوية لجنودنا ومقاتلينا هي الأهم من كل التفاصيل الأخرى، وخطتنا كما ذكرت هو أن نعيد كل شيء إلى سابق عهده فخطة العمل المستقبلية تحتاج لبعض الوقت ليظهر المُنتج على صعيد المنتجات النباتية والحيوانية.
وهنأ اللواء علي في ختام حديثه سورية قائدا وجيشا وشعبا بمناسبة عيد الكرامة والسيادة والانتصار..عيد الجيش العربي السوري.
منتجات عالية الجودة..
وفي لقاء آخر مع الطبيب المقدم سامر محمد بيّن أن إدارة المشاريع الإنتاجية تأسست عام ١٩٧٣ كإحدى منجزات الحركة التصحيحية المباركة ويقوم عمل الإدارة الإنتاجية بشقيها النباتي والحيواني من مبدأ الاكتفاء الذاتي بالنسبة للجيش عبر تأمينه بالأرزاق (الغضة) وكل ما يحتاجه من فروج، لحم، بيض، خضراوات، حلاوة طحينية، وبعض الفاكهة، مشيراً إلى أن الوحدات الإنتاجية تشمل مساحة القطر، فالمختصة بإنتاج الشق النباتي والحيواني يطلق عليها تسمية تعاونيات والمعامل بالنسبة للصناعات الغذائية، فعلى صعيد الطاقة الإنتاجية لمعمل الحلاوة يقارب سنويا ألف طن حلاوة ويُنتج معمل العسل ما يقارب ١١ طنا وهذا كله مرتبط بتأمين مستلزمات الإنتاج، أما معمل النباتات الطبية ففيه ما يقارب ٦٤ خلطة ويصل إنتاجه ما يقارب ١٤ مليون كبسول، والقائمون على العمل هم اختصاصيون من دكاترة وأساتذة وأطباء من الجامعات السورية، إضافة إلى الكوادر المتخصصة في إدارة المشاريع الإنتاجية.
وأوضح المقدم محمد أن هناك ما يقارب ٩١١ طناً من لحم الفروج لصالح إدارة التعيينات، كما ننتج ما يقارب ١٠ ملايين بيضة، مع ملاحظة أن الإنتاج كان أكبر من ذلك بكثير، لكن بسبب خروج بعض التعاونيات عن الإنتاج والوحدات الإنتاجية عن العمل بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية أدت إلى الانخفاض الواضح في الإنتاج إلا أننا كإدارة عدنا للانطلاق والعمل وفق الإمكانيات المتاحة حاليا فهدف الإدارة وما تسعى إليه بالأساس هو تحقيق ثلاثة أشياء:
– الاكتفاء الذاتي بالنسبة للجيش.
– تطوير الإنتاج وتحسينه كماً ونوعاً.
– كسب الروح المعنوية للعمل الإنتاجي والتعاوني للمقاتلين والعاملين في سلك الجيش من مدنيين وعسكريين وكل ما هو فائض يقدم مكافآت من أرباح الإدارة للمقاتلين.
وقال المقدم علي أنه رغم كل الظروف التي نعاني منها جميعا من صعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج من ناحيتي الكم والنوع، وتأمين المادة الأولية مازلنا نقف على ارض صلبة وقادرين على تأمين العقود المطلوبة منا، فخلال الشهر السابع للعام الحالي تم الوفاء بكل ما هو مطلوب من الإدارة الإنتاجية من توفير البيض ولحم الفروج.
و ذكر أن الخبرات الوطنية في الإدارة الإنتاجية تعمل جاهدة على إعادة ترميم وتأهيل الكثير من الآلات المتوقفة، فعلى سبيل المثال لا الحصر تم إصلاح إحدى الآلات في مفقس إحدى التعاونيات رغم قدمها والتي لم تعد موجودة حتى في بلد المنشأ ، إلا أن المهندسين والفنيين تمكنوا من السيطرة على ظروف الحصار وحرماننا من الحصول على آلات جديدة فكان لابد من الصيانة بجهود المهندسين والمختصين الذين استطاعوا إنتاج وتصنيع لوحات كهربائية وشفرات للمراوح وحتى تصنيع وخراطة نوعية مادة خاصة لبعض القطع المطلوبة، ما ساعد على الإنتاج بشكل جيد إلى حد ما في هذا المفقس.
كما أشار أنه ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام ما لا يقل عن ١٨ ألف صوص إنتاج أي لم يتم التوقف عن العمل نهائيا وذلك ترجمةً لمقولة الجيش للحرب والاعمار، فكما الإخوة المقاتلون على الخطوط الأولى للدفاع عن حِمى الوطن، نحن نقف في الخط الخلفي لتقديم كل الدعم الإنتاجي واللوجستي، مع التأكيد على أن منتج المشاريع ذو نوعية ممتازة فلدينا مخابر للتحليل وكذلك مخابر إدارة التعيينات، كلها معتمدة لجودة المنتج، قبل وبعد، فعلى سبيل المثال لا يتم استخدام غير السمسم السوداني لإنتاج حلاوة الطحينية.
وحول شهادات الايزو التي نالتها الإدارة نظرا لجودة المنتج أوضح بأن المديرية حصلت على جوائز ذهبية في معارض مدريد وألمانيا و بلجيكا لعدة سنوات متتالية فقبل الحرب العدوانية على بلدنا كان يُصدر إنتاجنا إلى كندا، أمريكا ، فرنسا ودول الخليج، وتمنى المقدم محمد الأمان والسلام لبلدنا والنصر الدائم لجيشنا العربي السوري.