لم تعد ميليشيا “قسد” العميلة تجد أي حرج في الإعلان عن انتمائها وولائها الحقيقي، هي باتت تجاهر بارتباطها العضوي مع الكيان الصهيوني، وبتماهيها المطلق مع المشروع الأميركي، لاسيما وأن وجودها ارتبط في الأساس مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي، وكلاهما صنيعة أميركية وصهيونية، ويؤديان دورهما الوظيفي في سياق الحرب الإرهابية على سورية، وفقاً للمخطط العدواني المعد مسبقاً.
الاتفاق الذي أبرمه مرتزقة “قسد” مع شركة نفط أميركية لمواصلة سرقة النفط السوري، هو بكل تأكيد انعكاس واضح لماهية تلك الميليشيا الحاقدة، الغريبة عن كل المكونات السورية الوطنية الشريفة، ولكن اختيارها لرجل أعمال صهيوني يدعى “مردخاي كاهانا” لتمثيلها بكل المسائل المتعلقة بسرقة النفط وبيعه، حتى بربع قيمته الحقيقية، يعطي البرهان القاطع لكل من تساورهم الشكوك على تبعيتها المباشرة لحكومة العدو الصهيوني، وهذه الحقيقة كانت واضحة منذ بداية الحرب الإرهابية، حيث كان الهدف من استيراد هذه الميليشيا الإرهابية لتكون بمثابة الكيان الموازي للمحتل الإسرائيلي.
عملية استنساخ صورة طبق الأصل عن الكيان الصهيوني في منطقة الجزيرة، اتضح أنها كانت أحد أبرز أهداف الحرب الإرهابية، وميليشيا “قسد” تجسد بنزعتها الانفصالية، وكل جرائمها العنصرية بحق الأهالي عملية الاستنساخ تلك، وهذا يفسر سبب ظهور داعش في سورية لأول مرة في تلك المنطقة، ليكون بمثابة التمهيد الأميركي والصهيوني لإنشاء “قسد” لاحقاً، كركيزة للمشروع التقسيمي، وكلنا لاحظنا أنه بعدما انتهت صلاحية داعش بانتهاء دورها الوظيفي، سارعت الولايات المتحدة للترويج لمرتزقتها “قسد”، على أنهم من هزموا التنظيم الإرهابي، وهذا لا يعدو عن كونه جزءاً من السيناريو الأميركي والصهيوني لتعويم ذراعهما الإرهابي “قسد”، ومحاولة إعطائه صفة الشرعية في المحافل الدولية، لتكريس وجوده على الأرض، كواجهة نفوذ للغرب الاستعماري.
كل الانتهاكات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها ميليشيا العمالة والخيانة، تعزز حقيقة ارتباطها بالمشروع الصهيو-أميركي، وسبق لمتزعميها أن فتحوا الأبواب على مصراعيها لدخول مسؤولي العدو الصهيوني، وعناصر استخباراته، وحتى إعلامييه، إلى منطقة الجزيرة، وهم لا زالوا يصولون ويجولون هناك، وإرهابيو “قسد” يزودونهم بكل التقارير الاستخبارية التي يحتاجها العدو لتمكينه من استهداف الدولة السورية، والجميع يشاهد اليوم أساليب القمع الوحشية يمارسها أولئك المرتزقة بحق الأهالي المنتفضين ضد المحتل الأميركي، وهذا دليل إضافي على حقيقة انتمائهم وولائهم، هم لا يختلفون عن “النصرة وداعش” سوى بالاسم فقط، ومهما تمادوا بجرائمهم، فوجودهم سيبقى حالة طارئة، وسينتهي فور دحر المحتل الأميركي، والمخطط الصهيوني، وهما قاب قوسين من الهزيمة النكراء.
البقعة الساخنة – بقلم أمين التحرير :ناصر منذر