ثورة أون لاين- هراير جوانيان:
بعد توقّف دام نحو خمسة أشهر بسبب جائحة فيروس كورونا، تستعدّ الأندية الأوروبيّة إلى خوض منافسات دور الـ 16 من النسخة الـ (65) لدوري الأبطال في ظلّ بروتوكول صحّي ووقائيّ صارم، حيث يستعدّ بعضها لإياب دور الـ 16 ، وأمامه مهمّة شبه مستحيلة لتعويض خسارته ذهاباً، والبعض الآخر لمواجهة مصيرية.
وتستأنف المنافسات دون حضور جماهير وبنظام جديد، وذلك بعد استكمال منافسات مسابقات الدوري المحلّية الكبرى في أوروبا.
وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قد منح الاتحادات الوطنية الأعضاء به فرصة استكمال المنافسات المحلية قبل استئناف المنافسات القارية، وذلك إلى جانب قرار تأجيل كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) إلى العام المقبل. لكن تأثيرات جائحة كورونا ستكون حاضرة بشكل واضح عندما تُستكمل المباريات يومي الجمعة والسبت.
وتقام منافسات ربع نهائي البطولة بنظام بطولة مصغرة، وستحسم كلّ مواجهة عبر مباراة واحدة، وستقام جميع المباريات في العاصمة البرتغالية لشبونة على ملعبي النور، الذي يحتضن النهائي، و(خوسيه الفالادي) وذلك في الفترة ما بين 12 و23 آب.
وكانت قرعة مرحلتي ربع ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا أسفرت عن مواجهات نارية، وصولاً للمباراة النهائية يوم 23 آب، فالمواجهة الأولى تجمع بين الفائز من مواجهة مانشستر سيتي الإنكليزي ضد ريال مدريد الإسباني مع الفائز من ليون الفرنسي أمام جوفنتوس الإيطالي، ولايبزيغ الألماني سيلعب مع أتلتيكو مدريد الإسباني في مواجهة ثانية، بينما سيلتقي الفائز من موقعة نابولي الإيطالي ضد برشلونة الإسباني مع الفائز من مواجهة تشيلسي الإنكليزي أمام بايرن ميونيخ الألماني في مباراة ثالثة، أما عن أتلانتا الإيطالي (مفاجأة البطولة) فسيلعب مع باريس سان جيرمان الفرنسي كرابع وآخر مواجهات ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
كما أسفرت قرعة نصف النهائي عن لقاء يجمع الفائز من المواجهة الأولى في مرحلة ربع النهائي مع الفائز من المباراة الثالثة، نصف النهائي الآخر، سيجمع الفائز من المواجهة الثانية مع الفائز من المباراة الرابعة، وذلك بمرحلة ربع النهائي أيضاً.
وتتجّه الأنظار اليوم الجمعة إلى ملعب الاتحاد في مانشستر، حيث مواجهة مانشستر سيتي الإنكليزي ضدّ ريال مدريد الإسباني في إياب دور الـ16 ، إذ تجمع بين أقوى هجوم وأقوى دفاع في القارة.
وسحق سيتي منافسه نوريتش 5-0 في ختام الدوري الإنكليزي الممتاز، لينهي الموسم برصيد 102 هدف، وهو الهجوم الأقوى في القارة بالدوريات الكبرى، متخطّياً بايرن ميونيخ صاحب الـ100 هدف.
وأمام الشراسة الهجوميّة لفريق جوسيب غوارديولا، صنع زين الدين زيدان، مدرّب النادي الملكي، منظومة دفاعية متميزة، وهي الأفضل في القارة هذا الموسم، بعد أن استقبل 25 هدفاً فقط، وتسبّبت هذه الصلابة الدفاعيّة في حصول تيبو كورتوا، حارس ريال مدريد، على جائزة (زامورا) كأفضل حارس في الليغا، وهو ما لم يحقّقه النادي الملكي منذ 10 سنوات.
وسيسعى زيدان للفوز بفارق هدفين على الأقل للعبور إلى الدور ربع النهائي بعد أن خسر في مدريد 1-2 ذهاباً، لذلك تتطلّب القمة القادمة توازناً دقيقاً بين الدفاع والهجوم، واستقبل سيتي 35 هدفاً، أي أكثر بعشرة أهداف من ريال مدريد، لكن غوارديولا سيحاول استغلال غياب قائد الريال ومدافعه الأبرز سرجيو راموس بعد طرده في مباراة الذهاب.
ويحظى سيتي بتنوّع للهدّافين، إذ سجّل رحيم سترلينغ 20 هدفاً، ويليه سيرجيو أغويرو (16) وغابريال جيسوس (14) ودي بروين (13) ورياض محرز (11)، وكذلك سجّل 21 لاعباً من ريال مدريد أهدافاً هذا الموسم، ولكن بأرقام أقلّ من سيتي، ويبقى كريم بنزيمة هدّافه الأول برصيد 21 هدفاً، ويليه المدافع راموس برصيد 11 هدفاً.
وفي تورينو ، يستقبل جوفنتوس منافسه ليون الذب حقّق تفوقاً طفيفاً في مباراة الذهاب عندما خرج فائزاً 1-0.ويأمل ليون أن يدافع عن تقدمه الذي حققه قبل 5 أشهر أمام بطل الدوري الإيطالي 9 مرات متتالية ، الذي ظهر مرهقاً في الجولات الختامية من الدوري بعد أن خاض 12 مباراة في 6 أسابيع، ولكن مدرّب جوفنتوس ماوريسيو ساري، قال: من الممكن استعادة الطاقة البدنية سريعاً، ويسعى كريستيانو رونالدو لقيادة جوفنتوس نحو الفوز من أجل بلوغ ربع النهائي، ومن ثم تلقين ناديه السابق ريال مدريد درساً لا ينسى، حال تأهّل الميرينغي للدور المقبل أيضاً.
ويقابل الفائز من مباراة السيتي والريال، الفائز من لقاء جوفنتوس وليون، في ربع النهائي بلشبونة.
وسيكون أمام كريستيانو فرصة معاقبة رئيس ناديه السابق فلورنتينيو بيريز الذي فرّط فيه وسمح له بالرحيل، ولم يوفّر له الحماية الكاملة في أزماته الضريبية مع السلطات الإسبانية، رغم كلّ ما قدّمه للريال.