ثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير – أحمد حمادة:
من شرق العالم إلى غربه تنشر الولايات المتحدة الأميركيّة الدمار والخراب، وتمارس سياسات البلطجة، والقتل، والإجرام بحقّ الشعوب، وتسرق ثروات الدول التي تعارض سياساتها العدوانيّة، وتسطو على أموالها، وتصبّ الزيت على نار أزماتها كي تستثمر فيها، وتطيل من أمدها.
ولا يكاد المرء ينظر إلى خارطة إحدى القارات حتى يدرك حقيقة هذا الأمر، فقواعد أميركا العسكريّة، وسفنها الحربية، وحاملات طائراتها تطوّق قارات العالم، وتجوب البحار والمحيطات، لترهب المعمورة، وتثير الحروب، واستخباراتها تجنّد الإرهابيين والمرتزقة في طول العالم وعرضه لنشر الفوضى الهدّامة، وما يجري في سورية ومنطقتنا خير شاهد.
وما تمارسه هذه الإدارة العدوانيّة في سورية تمارسه أيضاً في المنطقة وعلى امتداد العالم، فخطواتها الإرهابيّة في منطقتنا تشبه إلى حدّ كبير، وإلى درجة التطابق، ما تقوم به على المستوى العالمي، فهي تحاصر أيضاً شعوب إيران وفنزويلا وكوريا الديمقراطية وكوبا وتفرض العقوبات الظالمة والجائرة عليها، وتحاول افتعال حرب كبرى مع الصين، أو على أقلّ تقدير العودة إلى زمن الحرب الباردة التي أشعلتها مع الاتحاد السوفييتي السابق، ولكن مع بكين هذه المرة.
وهي تتحرّش يوميّاًّ بروسيا على أمل أن ترضخ موسكو لسياساتها الاستعماريّة، وعلى أمل أن تبقى هي القطب العالمي الوحيد الآمر الناهي في العالم، وهي تهاجم المنظّمات الدوليّة وتقطع التمويل عنها كما فعلت مع منظمة الصّحّة العالميّة، وهي التي تهدّد الآخرين وتتوعّدهم لأنّهم لا ينفّذون أوامرها.
وأميركا هي التي تجيّر كلّ قضايا العالم لمصلحتها، وتستثمر فيها لأهداف داخليّة مشبوهة، مرّة من أجل انتخابات عابرة ومرّة من أجل غير ذلك، دون أن تدرك أنّها تقود نفسها إلى الهاوية وإلى حتفها الطبيعي، لأنّه ما من قوة عظمى فعلت ما تفعله أميركا اليوم إلا وانهارت، فمنطق الأشياء يفرض نفسه على نشوء الإمبراطوريات ونهاياتها في حال تمدّدها وتهديدها العالم، حتى ولو حاولت واشنطن أن تقرأ أسباب انهيارها، وأن تلتفّ عليها في نهاية المطاف!.