تحدى إعاقته وحصل على شهادة التعليم الأساسي بحلب..” الثورة ” تلتقي عائلة التلميذ عبد النور محمود رمضان
الثورة أون لاين – فؤاد العجيلي :
” من جد وجد ومن سار على الدرب وصل ” هذه الحكمة تنطبق جملة وتفصيلاً على التلميذ عبد النور محمود رمضان من حلب والذي لم تمنعه إعاقته والظروف المحيطة به سواء على مستوى المؤسسة التعليمية أو على مستوى المجتمع من متابعة تحصيله العلمي ضمن سنوات عمره النظامية وحصوله على شهادة التعليم الأساسي لهذا العام بصفة دراسة حرة وبمجموع قدره 2262 .
صحيفة الثورة رصدت رحلة التحدي التي مرّ بها التلميذ ووالدته ” لأن والده متوف” حيث أوضحت والدته السيدة ميساء أبو صالح أن ولدها عبد النور هو من أطفال التوحد ، ولكن رغم ذلك كانت ومنذ ولادته عام 2005 ترى من خلاله مستقبلاً مشرقاً ، الأمر الذي دفعها إلى تقديم المزيد من الرعاية الأسرية له حتى وصل إلى تحقيق الهدف الأول له وهو حصوله على شهادة التعليم الأساسي ، وتشاطرها الرأي المعالجة النفسية سها المارد والتي رافقت عبد النور منذ كان عمره 3 سنوات ، حيث واجهت الطالب العديد من الصعوبات سواء من ناحية قبوله في المدارس العامة أو الخاصة وحتى من ناحية المعيقات التي واجهته أثناء عملية التسجيل على الامتحان في دائرة الصحة المدرسية ، ولكن بتدخل مباشر من عضو مجلس الشعب السابق السيدة زينب خولا رئيسة جمعية “يداً بيد” تم التوجيه من قبل السيد وزير التربية لقبول تسجيله وتهيئة الظروف الملائمة لمثل هذه الحالات .
• رحلة إمتحان
وتتابع والدته والمعالجة النفسية الحديث أن رحلة التحصيل العلمي للتلميذ عبد النور خلال هذا العام كانت مليئة بالمحطات من خلال طرائق التدريس التي تمت في البيت لأن معظم المدارس رفضت تسجيله وحتى المدارس الخاصة لأنها غير مهيأة لمثل هذه الحالات ، الأمر الذي دفع إلى تسجيله للتقدم إلى للامتحان بشكل دراسة حرة ، وقبل الامتحان بشهر تم تهيئة الجو الامتحاني في البيت والقيام بتدريبه على طريقة الامتحان والتعامل مع ورقة الأسئلة والإجابة دون مساعدة أحد – لأن عبد النور كان يرفض مساعدة الآخرين كونه يثق بقوته ومقدرته على بناء ذاته – وخلال فترة الامتحان الذي تم في المركز الصحي في ملحق ثانوية المأمون كان عبد النور يقدم امتحاناته وفق البرنامج المحدد وهو واثق من إجاباته .
• عبد النور يصنع مستقبله
التلميذ عبد النور وهو يتحدث خلال اللقاء كان بمثابة رجل معتد بنفسه واثقا من مقدرته ، حيث أكد أنه واثق من نجاحه منذ بداية العام ولكن الظروف التي مرت بها البلاد وخاصة جائحة ” كورونا ” جعلته يشعر بالتوتر ، إلى أنه استطاع أن يتغلب على ذلك ، واصفاً شعوره بالنجاح أنه الطريق إلى صناعة المستقبل حيث يصمم على متابعة تحصيله العلمي ليحصل على شهادة التعليم الثانوي ومن ثم يأمل أن يكمل دراسته الجامعية في جامعة حلب ” هندسة الإلكترون ” .
وأضاف عبد النور أنه متعلق بوطنه سورية وبمدينته حلب ولا يحب أن يغادر الوطن ولكن له طلب واحد تحدث به وهو يضحك ببراءة الأطفال ” إذا صار الانترنت سريع مابروح على غير بلد ” لأنه متعلق بالتكنولوجيا والمعلوماتية وقدوته في ذلك السيد الرئيس الذي يرعى العلم والعلماء ، ويهدي تفوقه لوالدته وللوطن ولسيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
إعاقة التلميذ عبد النور :
تروي والدة التلميذ والمعالجة النفسية أن عبد النور لديه إعاقة متلازمة ” أسبرجر ” وهي إحدى اضطرابات طيف التوحد، ويُظهر المصابون بهذه المتلازمة صعوبات كبيرة في تفاعلهم الاجتماعي مع الآخرين، مع رغبات وأنماط سلوكية مقيدة ومكررة ، وهذه المتلازمة تختلف عن غيرها من اضطرابات طيف التوحد من ناحية الحفاظ النسبي على استمرارية تطوير الجوانب اللغوية والإدراكية لدى المريض ، وغالباً ما يرد وجود ضعف المهارات الحركية واستخدام لغة غير نمطية في التشخيص .
درجات نجاحه في شهادة التعليم الأساسي:
من خلال قراءة لنتيجة التلميذ نجد أنه حصل على مجموع عام قدره 2262 وفي تفاصيل نتائج المواد / اللغة العربية 470 – اللغة الإنكليزية 350 – اللغة الفرنسية 196 – الاجتماعات 409 – الرياضيات 406 – العلوم والصحة العامة 316 – التربية الدينية 115 “
برسم الجهات المعنية :
محطات ومنغصات كثيرة مر بها التلميذ عبد النور ووالدته لانريد أن ندخل بتفاصيلها بل نتركها لتحقيقات قادمة حول كيفية تعامل الجهات الحكومية مع ذوي الإعاقة ، ولكن نضع قصة التحدي والنجاح للتلميذ عبد النور برسم وزارتي التربية والتعليم العالي وبقية الجهات المعنية لأننا لسنا أمام أشخاص عاديين بل نحن أمام أشخاص تحدوا إعاقتهم وأثبتوا أنهم قادرون على متابعة مسيرتهم العلمية والاجتماعية ط وأنهم قادرون على أن يضعوا أيديهم بأيدي بعضهم البعض لبناء الوطن ، فهل تنجح مؤسساتنا في امتحاناتها للتعامل مع ذوي الإعاقة كما نجح التلميذ عبد النور أم أننا سنترك هذه الشريحة عرضة للتجارب والأهواء.
تصوير : خالد صابوني