ثورة أون لاين -باسل معلا:
يتابع العالم أجمع تداعيات الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت مؤخراً والذي أودى بحياة الكثيرين، غير المصابين والمفقودين والخسائر المادية الضخمة، إلا أن المؤلم من شغب واعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وعلى عناصر القوى الأمنية والجيش ورفع شعارات المطالبة بالوصاية الدولية وإسقاط رموز الدولة اللبنانية والسيادة والعودة عشرات الأعوام لحكم الانتداب سياسياً.
ما حدث كان فاجعة ولا يعني أن هناك تقصيراً من قبل بعض القائمين على الجانب الخدمي، وهو بحاجة لمحاسبة وتحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات والمقصرين، ولكن من قبل اللبنانيين أنفسهم لوضع حد للمخطط الذي بدأت تفاصيله تظهر بغية استهداف السيادة الوطنية وسلاح المقاومة خدمة للعدو الاسرائيلي ومن خلفه دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لإضعاف محور المقاومة وإعادة رسم النفوذ في المنطقة كما حدث عند اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الأمر الذي لا ينفي احتمال أن يكون الانفجار مدبراً لتحقيق مجموعة الأهداف التي عجزت الدول المعادية عن تحقيقها.
المشكلة تكمن في بعض الرموز السياسية التي تعودت أن تكون مأجورة ومتواطئة مع العدو بشكل مكشوف وصفيق وهي تعتمد على جمهورها المغيب وطنياً وسياسياً، فهم لم تعجبهم حالة الاستقرار السياسية الأخيرة في لبنان والحفاظ على اللاءات الثلاث الوطنية والمتمثلة بالسيادة الوطنية والجيش والمقاومة، لتأتيها الفرصة للاستنجاد بالعدو الذي لا هم لديه سوى استهداف سلاح المقاومة الذي كان الأساس في تحقيق معادلة توازن الرعب في وجه الاحتلال الإسرائيلي..
هذا المخطط لن يمر وسلاح المقاومة سيبقى مخرزاً في عين العدو الإسرائيلي، وعليه لا بد أن نعول على الشرفاء والوطنيين في لبنان وهم كثر للحد من الخسائر التي لا مبرر لها، والتمسك بالوعي الشعبي الذي لطالما كان حاضنة شعبية للمقاومة.