مجلس الأمن في بلاد العجائب.. هذا هو المشهد الذي يتوقعه الباحثون في مراكز الدراسات السياسية بعد أن رفضت الدول الأعضاء فيه تمديد حظر الأسلحة على إيران، الأمر الذي أبرز عزلة الولايات المتحدة الأميركية للمرة الأولى في تاريخ المجلس وربما في تاريخ واشنطن السياسي ..فحتى الأوروبيون تمردوا على قرار ترامب بتمديد الحظر على طهران ولحقوا بركب الفيتو الذي اعتاد أن يأتيه مزدوجا من الصين وروسيا وخاصة بالملف السوري، أما أن تكون الصفعة مشتركة في مجلس الأمن فهذا ما سيجعل ترامب كالوحش الجريح !!
ربما بدأت علائم ردة الفعل الأميركية على رفض مشروعها ضد إيران تتوضح ما قبل الطرح الرسمي للمشروع أساسا ..فواشنطن على دراية تامة أن هذا المشروع لن يمر، لذلك لوحت بتفعيل العقوبات على إيران واستجرار الأمم المتحدة لهذا القرار من بند الاتفاق النووي الذي يمنح أي دولة في الاتفاق حق إعادة العقوبات الأممية على طهران فيما يسمى (سناباك)..
ما جرى في مجلس الأمن لعبة أميركية بحتة بطرح المستحيل السياسي لتمديد الحظر وصولا لفرض عقوبات على طهران بموجب بنود الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب أصلا ..ولكنه يقول إنه مرتبط به فنيا .. قلص ترامب الحجم السياسي لواشنطن في مجلس الأمن ليدخل مجددا من بوابة العقوبات ..ولعل هذا سبب توقعات دخول مجلس الأمن بلاد العجائب قريبا ..
البقعة الساخنة-عزة شتيوي