منذ صعود الدراما التلفزيونية السورية، وتألقها على مستوى الوطن العربي, تراجع دور الممثل المسرحي الذي تحول هو وعدد كبير من المخرجين والكتاب من المسرح إلى التلفزيون .
بيد أن مديرية المسارح والموسيقا سعت جاهدة لإعادة الحياة المسرحية التي ضاقت بعض الشيء بسبب ظروف عدة، منها الإمكانات المالية الضعيفة، وهجرة الخبرات نحو الشاشة الصغيرة, حيث نجحت في سني الحرب العدوانية مثلاً بتقديم الكثير من العروض المسرحية التي لاقت صدى جيداً عند الجمهور, كما نجحت في إعادة بعض الممثلين (النجوم) إلى العمل في المسرح (كأيمن زيدان وفايز قزق وغسان مسعود ) إيماناً منها بأن هذه الخشبة يجب أن تُحيا من جديد وخصوصاً أن لديها جمهورا مسرحيا متعطشا لهذا الفن الكبير والراقي.
منذ أيام بدأ أول العروض الجماهيرية للعرض المسرحي (أدرينالين) على خشبة مسرح الحمراء إخراج زهير قنوع الذي كتبه بالشراكة مع يارا جروج ومن إنتاج المسرح القومي في مديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة… وهو يتناول موضوع الجريمة الإلكترونية وآثارها على العالم.
بعيداً عن المسرحية ومضمونها الشيّق فالحديث عن الجريمة الالكترونية أمر مهم في هذه الأيام, لكن الأهم هو عودة مخرج تلفزيوني إلى المسرح, وتناول نص يمكن القول عنه جديد البنى والأسس فهو ليس مأخوذاً عن نص عالمي كما جرت العادة, ولاسيما أننا نعاني من أزمة نصوص بتنا نلحظها جيداً في الآونة الأخيرة.
من هنا نقول إن عودة المخرجين والفنانين النجوم إلى المسرح ظاهرة يجب أن تتكرس في المسرح السوري, ومسؤوليتنا جميعاً أن ندعمها ونقدم لها مانستطيع, فمن المفترض أن يكون لهذا (النجم) رصيد من العمل والأفكار والرؤى يجعله يقرأ الأحداث قراءة متأنية, ويحشد الامكانيات في سبيل إنجاح هذا العمل أو ذاك … وفي هذا فائدة كبيرة على المسرح وعلى الجمهور التواق لمشاهدة أعمال كهذه , وهذا مانريده حقاً .
رؤية – عمار النعمة