يتقدم هذه الأيام آلاف الطلاب والطالبات إلى الامتحانات الجامعية، داخل مدنهم، أو بعيدا عنها حيث سمحت درجات نجاحهم التسجيل بإحدى الكليات أو المعاهد.
تكلفة النقل لكل طالب وطالبة والتي قد لا تتعدى بضع مئات من الليرات داخل المدينة نفسها التي تضم جامعته أو معهده تشكل عبئا على دخل أسرته فكيف الحال إذا كانت الجامعة في محافظة أخرى وتكلفة النقل بآلاف الليرات، حينها يكون العبء أكبر وهم تأمين تكاليف الدراسة مضاعف.
يعطي الآباء أو الأمهات أبناءهم ماتيسر من ليرات وهم يدركون أنها لاتكاد تكفي أجرة الطريق ذهابا وإيابا، دون الأخذ بالحسبان أي طارئ قد يحدث مع الابن والابنة، أو الحاجة أحيانا لشرب فنجان من الشاي أو كأس من العصير أو قطعة بسكويت، ليس اهمالا من الأهل، أو لامبالاة مع الأبناء لكنها قلة حيلة بسبب ضيق ذات اليد، اليد التي كبلها الغلاء الفاحش، والدخل المحدود حينا، وتوقف الكثير من الأعمال حينا آخر بسبب كورونا.
لم تزل الأسرة السورية متمسكة بتعليم أبنائها، لا تدخر جهداً ومالاً في سبيل دفعهم إلى الجامعات والمعاهد ليكونوا بناة البلاد التي أنهكتها الحرب، لكن ها هو الغلاء يجثم على صدورهم ويخنق شيئا فشيئا أملا وتحملوا الصعاب وآلام الحرب وهو المضي ليعيش مابقي من الأبناء عيشا كريما يدفعهم للعمل والعلم وإخراج البلاد مما هي عليه وليس دفعهم للخروج منها.
يستحق طلابنا وطالباتنا ليرات إضافية لمواجهة أي طارئ في طريقهم إلى امتحاناتهم، يحق لأهاليهم ألايشعروا بالعجز وهم يطلبون لهم الأمنيات باستمرار النجاح.
عين المجتمع – لينا ديوب