جوز ولوز وتين …

مازالت في البال تلك النظرة التي رمقني بها وكان موسم جني اللوز ..كان يوزع حصصاً من المحصول الوفير هذه لبيت فلان وتلك لـ.. حين لفظ اسم عائلة..قلت له:نحن متخاصمون وإياهم..لماذا نرسل لهم.
فكانت تلك النظرة التي بدت أعمق من صفعة ونصل خفيف ..ليردف قائلاً:هل أنت أكرم من الله الذي رزقنا ..الخير وفير. خذ هذا (السطل) لهم وعد بسرعة.
تذكرت ذلك حين كنت أسمع سيدة البيت توصي على لوز وجوز ..تسأل عن السعر ..شعرت بصدمة لا تزال تسري في القلب والعقل …الجوز بـ..واللوز بـ. ..أما التين المجفف فحدث ولا حرج.
في صباح اليوم التالي وقبل أن يصلنا شيء مما أوصينا عليه زاد البائع ٥٠٠ ليرة مباشرة على كيلو التين.
قد يقول أحد ما: وهل استكثرت عليه ذلك وكل شيء يزيد …بالتأكيد:لا فحق الفلاح أن يجد ما يدعمه حقه أن يربح من جني محصوله.
لكن هذا الجشع الذي بدأ يدب ويغزونا جميعاً صار مخيفاً ونحن أبناء الأرض والعطاء في قرانا السورية كلها المثل المعروف. البستان أكرم من صاحبه.
لا يعني هذا أن يكون مالاً سائباً لكل عابر سبيل ولا أن يقدم الفلاح إنتاجه مجاناً.
ببساطة بت أشعر بالخوف على قيم وعادات وتقاليد هي من صلب مجتمعنا السوري.
قيم تندثر بفعل طمعنا جشعنا صمت الجهات المعنية التي يجب أن تردع كل من يتلاعب بقوتنا ويرفع الأسعار كما يحلو له.
حبة الجوز الواحدة بـ٥٠ ليرة وقس على الأمر ما يحكى عن محاولات رفع صفيحة الزيت مع بداية الموسم إلى ١٠٠ ألف ليرة.
حقاً ثمة ما يشعرك بالأسى والحزن يحفر في القلب ثلوماً لا تندمل.
المشهد صارخ بقسوته بالكاد نؤمن أدنى متطلبات الحياة ..حتى يأتيك من يحملك فوق جبل معاناتك جبالاً أخرى.
كلنا معنيون وكلنا مقصرون..هذا موسم المؤونة والاستعداد للعام الدراسي وما يستتبع ذلك من نفقات ننوء جميعاً بحملها.
لتطل عليك جهات حكومية تحدثك عن تقسيط ميسر لمستلزمات أبنائك لمدة عام ..وكأننا نستطيع أن نحمل رواتبنا هذا العبء الجديد.
في التنظير وسياسة سد الذرائع سيكون المعنيون أساتذة يقول من يسمعهم لأول مرة هنيئاً للشعب السوري..يقربون البعيد ويبعدون القريب الملح، وحين التنفيذ لا شيء سوى خيبات تتلو خيبات.
اليوم قبل الغد وغداً قبل ما يليه لابد من عمل يصون حياة الناس كراماتهم لابد من دور تنويري تربوي للعودة إلى قيمنا..لقد تخلينا جميعاً عن هذا الدور.
نحن بخطر حقيقي ببساطة حين تجد أن خارطة القيم قد تحولت حتى عند أبناء الأرض والعطاء يعني أننا في الطريق إلى أتون جحيم مجتمعي ..مازلنا على بعد خطوات منه ..فهل من يبادر وكلنا معنيون.

معاً على الطريق ..ديب علي حسن ..

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية