الثورة أون لاين – يونس خلف :
بعد أن بدأت منذ مساء الخميس مياه الشرب بالوصول إلى أحياء مدينة الحسكة بعد قطعها من قبل المحتل التركي ومرتزقته وتوقف الضخ من محطة مياه علوك التي تعتبر المصدر الرئيس لمياه الشرب لنحو مليون نسمة في المدينة والبلدات والقرى المحيطة بها علمت ( الثورة أون لاين ) أنه تم تشغيل 17 بئراً من أصل 30 بئراً وتشغيل 4 مضخات والعمل جار من أجل تشغيل الآبار المتبقية بكامل استطاعتها.
وكانت الورش الفنية لمؤسسة مياه الحسكة دخلت على مدى يومين متواصلين إلى المحطة لإصلاحها وتشغيل آبارها ومضخاتها بعد أن تعرضت لسرقات ونهب وتخريب من قبل مرتزقة الاحتلال التركي ، ولعل من أهم المؤشرات الإيجابية الجديدة بعد وصول المياه وتجاوز الأزمة التي تحولت في مراحلها الأخيرة إلى كارثة نتيجة استخدام المواطنين للمياه من مصادر غير معروفة، إن محافظ الحسكة اللواء غسان حليم خليل أشار بوضوح إلى بعض هذه المؤشرات التي ربما تجعل دائرة التفاؤل تتسع للخلاص من هذا النوع من الأزمات التي يعاني منها المواطن في ظل وجود الاحتلالين التركي والأميركي ومرتزقتهم وهو القيام
بدراسة لتفعيل خطوط بديلة لمياه الشرب خلال فترات لاحقة لمدينة الحسكة وريفها والعمل مع الأصدقاء الروس على إزالة كل التعديات على خطوط الكهرباء المغذية للمحطة لضمان تغذية المحطة بكامل الكمية المخصصة
بالتوازي مع الجهود التي تتركز حالياً لضمان ديمومة ضخ المياه من محطة علوك من خلال ورشة من أبناء المنطقة مهمتها مراقبة عمل المحطة والإبلاغ عن أي خلل فني خلال عملها إضافة إلى استمرار التواصل مع الاصدقاء الروس لوقف التجاوزات على خط جر المياه من محطة علوك .
الأمر الآخر الذي يأتي ايضاً في سياق العوامل التي أدت إلى التخفيف من أعباء الأزمة والوصول إلى نتائج إيجابية هو تعاون الأهالي والمجتمع المحلي ودورهم الداعم للجهود الحكومية لتخفيف معاناة الأهالي خلال فترة قطع المياه من خلال تأمين صهاريج ونقل مياه الشرب للأهالي.. ففي الوقت الذي كان الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيون مستمرون في قطع المياه عن مدينة الحسكة والامتناع عن تشغيل مشروع علوك وقطع مياه الشرب مهددين حياة مليون مواطن بالعطش وتفاقم انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى الحر الشديد حيث تجاوزت درجة الحرارة خلالها هذا الشهر ٤٥ درجة وفي بعض الأيام تجاوزت هذا الرقم.
وبالعودة إلى السؤال كيف عادت المياه
فهناك ثمة ارتياح للجهود الحكومية السورية والروسية المشتركة التي نتج عنها عودة تشغيل محطة آبار علوك بريف رأس العين التي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون مواطن سوري بعد انقطاع استمر أكثر من 14 يوما بشكل تام وايضاً لما تم من متابعات واتصالات من قبل رئيس مجلس الشعب ووزارة الخارجية والحملة الإعلامية من قبل كافة وسائل الإعلام الوطنية المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية . ولعل السؤال اليوم بعد تجاوز الأزمة وعودة المياه من جديد هو حول الضمانات التي تكفل عدم تكرار ما حدث مرات عديدة وكيف يمكن تحييد محطة آبار علوك بشكل كامل عن الصراعات السياسية والعسكرية ريثما يزول الإحتلال التركي والأميركي؟
المزاج الشعبي لا يثق إطلاقاً بوعود المحتل ويدرك أنه لولا الضغوط لما تراجع عن قطع المياه وأصبح واضحاً لدى الجميع أن الهدف ليس حرمان الناس من المياه فقط وإنما ذلك حلقة جديدة ضمن سلسلة الاعتداءات على سيادة الدولة والممتلكات العامة من نفط وكهرباء ومحاصيل زراعية إضافة إلى ممتلكات المواطنين من بيوت وحقول القمح بهدف تهجيرهم والضغط عليهم وقتل مقاومتهم الشعبية.. ولذلك ثمة قلق دائم من استمرار هذه الاعتداءات ومنها قطع المياه ، إلا ان محافظ الحسكة أشار في هذا السياق بأن الوسيط الروسي هو الضامن الوحيد لاستمرار العمل في محطة علوك عبر ورش وعمال مؤسسة المياه في الحسكة مع تحديد مجموعة من الأشخاص من سكان المنطقة سيتواجدون بشكل مستمر ضمن المحطة للإبلاغ عن أي تطور قد يحدث وبين المحافظ بأن ورش مؤسسة المياه بالتنسيق مع الضامن الروسي وبمرافقة الشرطة العسكرية الروسية ستقوم بإجراءات تضمن ذلك من خلال إزالة جميع التعديات على خطوط الكهرباء لمحطة علوك بدءاً من محطة الدرباسية وصولاً إلى رأس العين وهي منطقة تقع تحت سيطرة النظام التركي كما سيتم إزالة جميع التعديات على طول خط جر المياه من محطة علوك وصولاً إلى محطة الحمة بمحيط مدينة الحسكة لضمان وصول المياه بالشكل الأمثل ودون صعوبات.
الحل الدائم :
ويبقى الحل الأمثل والدائم لمشكلة المياه وكل ما يعانيه المواطن من أزمات في الكهرباء والمحروقات والمواد التموينية وقطع كل شرايين الحياة عن محافظة الحسكة هو زوال الاحتلال لأنه السبب الأساسي في كل ذلك.. والمأمول اليوم من أبناء المحافظة تفعيل المقاومة الشعبية لطرد كل أشكال الاحتلال وتحرير كل شبر من الإراضي المحتلة والتخلص من العصابات الإرهابية التي تس
رق النفط وتحرق المحاصيل وتستولي على الممتلكات العامة والخاصة لتحقيق أطماعها العدوانية في التهجير والتقسيم والتفتيت ، إلا ان ما يغيب عن هؤلاء هو أن الحسكة وأهلها نقطة قوة كبيرة في مواجهة هذه الأطماع وواثقون من الوصول إلى النصر النهائي من خلال وقوفهم جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري ومؤازرته في بطولاته وانتصاراته.