الثورة أون لاين – سامر البوظة:
على وقع التصعيد الحاصل شرق المتوسط، وفي ظل تعنت النظام التركي واستمراره في أنشطته الاستفزازية عبر إصراره على التنقيب في المياه الإقليمية اليونانية، يزداد المشهد تعقيداً مع مواصلة رأس هذا النظام تهديداته لجيرانه ولدول المنطقة ولا سيما اليونان، وذلك تلبية لأطماعه التوسعية، وليؤكد نهجه العدواني المزعزع لأمن واستقرار المنطقة.
فبعد فشل الوساطة التي قام بها حلف “شمال الأطلسي” من أجل تخفيف حدة التوتر، واصل النظام التركي ممارساته الاستفزازية وصعَّد تهديداته ضد اليونان عشية بدء قواته مناورات عسكرية في المنطقة، وسط تضارب للأنباء حول تحريك الجيش التركي دباباته باتجاه الحدود اليونانية، الأمر الذي يزيد التوتر في المنطقة ويضعها برمتها على صفيح ساخن.
حيث أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم، أن أنقرة حشدت قواتها على حدودها مع اليونان، ونقلت دبابات من مقاطعة هاتاي بجنوب شرق البلاد إلى مقاطعة أدرنة الشمالية الغربية المتاخمة لليونان، وسط تصاعد التوتر بين البلدين شرق المتوسط.
ونقلت وكالة IHA”” التركية عن مصادر عسكرية قولها، إن قافلتين تحملان معدات ونحو 40 دبابة غادرت منطقة الريحانية بمحافظة هاتاي على الحدود مع سورية، وأنه من المتوقع أن يتم إرسال هذه الدبابات إلى أدرنة بالقطار.
ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي من وزارة الحرب التركية بهذا الخصوص، لكن وكالة “الأناضول” شبه الرسمية نقلت في وقت لاحق عن مصادر عسكرية، لم تسمها، نفي إرسال دبابات إلى الحدود مع اليونان، مؤكدة أن التنقلات العسكرية عمل مخطط له من قبل قيادة الجيش الثاني بولاية ملاطية.
اليونان، وتعليقاً على تقارير نقل الدبابات التركية إلى الحدود، أكدت أن هذه التقارير غير مؤكدة، وهي دعاية. وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أن المعلومات المتعلقة بنقل الدبابات التركية إلى الحدود اليونانية التركية في منطقة إيفروس غير مؤكدة وهي دعاية.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس: أولاً، لم يتم تأكيد هذه المعلومات حول نقل المعدات، وهذا على ما يبدو جزء من الدعاية التركية لأسباب داخلية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الرقم المذكور ليس بالقدر الذي يمكن أن يغير بشكل كبير ميزان القوى في “إيفروس”.
وفي حديثه عن وقف التصعيد، أشار إلى أن المقترحات التي قدمها الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ، هي على المستوى الفني وتتم دراستها.
وأضاف: لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع (يوناني – تركي) واحد، سواء على مستوى الناتو الموسع أم على المستوى الثنائي، وعلى أي حال، لن تكون هناك بداية للاتصالات، ولن تجري أي مناقشات طالما بقيت سفينة الأبحاث في شرق البحر المتوسط وغيرها من السفن التركية.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، وعشية بدء قواته مناورات عسكرية في المنطقة، والتي تستمر لأربعة أيام، واصل رئيس النظام التركي رجب أردوغان تهديداته وممارساته الاستفزازية ضد اليونان، مسجلاً صفحة جديدة في سجله العدواني المزعزع لأمن واستقرار المنطقة، حيث وجه تهديداً جديداً لليونان، وتوعد اليونانيين بمزيد من المعاناة وبما سماه “بالتجارب المريرة” في الميدان إذا لم يستجيبوا للسياسة حسب زعمه.