قضية “نافالني”.. ذريعة جديدة لتشويه صورة روسيا!

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

تواصل قضية “التسميم” المزعومة للمعارض الروسي أليكسي نافالني تفاعلها بشكل سلبي على العلاقات الروسية/ الأوروبية ، وخاصة العلاقات الروسية/ الألمانية، حيث تضطلع ألمانيا بدور رئيسي في التحريض على موسكو وتشويه صورتها عالمياً، بحسب الخارجية الروسية التي احتجت بشدة على ادعاءات برلين المتكررة في هذه القضية.
وفي جديد هذه القضية احتجّت موسكو لدى السفير الألماني على «الاتهامات التي لا أساس لها والإنذارات» التي تُطلقها بلاده في قضية تسمم المعارض نافالني، كما حذرت من أن رفض تسليمها ملفّه سيُعتبر «استفزازاً وقحاً وعدائياً».
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أيضاً، أن الحكومة الألمانية تستخدم قضية نافالني لـ«تشويه سمعة» موسكو على الساحة الدولية، وكررت روسيا تنديدها بما وصفتها «حملة تضليل» ضدها تهدف إلى فرض عقوبات جديدة عليها، بعدما دعت القوى الكبرى في مجموعة السبع إلى إحالة منفذي عملية تسميم نافالني إلى القضاء «بشكل عاجل».
بيان الخارجية الروسية بهذا الشأن أكد أن حملة التضليل واسعة النطاق التي تجري في هذه القضية دليل واضح على أن الذين يقفون وراءها لا تهمهم صحة نافالني، وإنما يسعون إلى التعبئة من أجل فرض عقوبات على روسيا.
ويأتي الموقف الروسي غداة بيان أصدره وزراء خارجية ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وأعلنوا فيه اتحادهم في التنديد بأشد العبارات الممكنة، بالتسميم المزعوم لنافالني.
يشار إلى أن الطبيب الذي عالج نافالني أناتولي كالينيتشينكو، نائب مدير مستشفى أومسك قد أكد في وقت سابق أن لا أثر لأي سموم في الفحوص الطبية للمعارض الروسي المذكور، الذي تم نقله بطائرة طبية مستأجرة من قبل منظمة غير حكومية في آب الماضي إلى ألمانيا حيث تقوم الدول الغربية وفي مقدمتها ألمانيا بتوظيف هذه القضية من أجل الضغط على موسكو.
من الواضح أن القضية يتم تسييسها بشكل وقح من قبل خصوم موسكو الغربيين لقطف ثمارها كتنازلات تقدمها الأخيرة في ملفات عديدة، إذ لا يمكن أن تكون الدول الغربية مهتمة بأي مواطن روسي حتى ولو كان معارضاً ما لم يكن الأخير يخدم أجنداتها في روسيا، فهذه الدول ما تزال تصنف روسيا كعدو رغم كل محاولات التقرب الروسية من جيرانها الأوروبيين وإقامة المشاريع المشتركة معهم، وثمة الكثير من القضايا والأحداث التي ترجمت بشكل فعلي رغبة الدول الأوروبية السائرة في ركب السياسة الأميركية إلحاق الأذى بروسيا وتقليم أظافرها على الساحة الدولية، بعد أن ساهمت بكبح العدوانية الغربية في العديد من الساحات، وأعادت شيئاً من التوازن للعلاقات الدولية، فهذه الدول لاتقيم وزنا لشعوب تقتل وأخرى تحاصر ويتم تجويعها كما يحدث في سورية وفلسطين واليمن وليبيا وساحات أخرى، طالما أن ما يحدث يخدم أغراضها وأهدافها العدوانية، وهي لا تحرك ساكناً إزاء الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني أو تلك التي يرتكبها النظام السعودي بحق الشعب اليمني، بل على العكس، كثيراً ما نرى قادة أوروبا يصطفون إلى جانب المجرم بدل أن يكونوا إلى جانب الضحية.
ومن المؤكد أن القيادة الروسية تدرك جيدا نيات وأهداف التدخل الغربي في كل شاردة وواردة تتعلق بالشأن الروسي، وهي واعية تماما لمخططات الغرب ضدها، وخاصة أن العبث الغربي في مناطق النفوذ الروسية يعود إلى أيام الحرب الباردة، وقد ازداد كثيرا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، حيث دعم الغرب كل التحركات الانفصالية داخل روسيا “الشيشان مثلا”، وساهم بشكل مباشر بقلب أنظمة حكم موالية أو صديقة لروسيا ” يوغسلافيا جورجيا أوكرانيا العراق وليبيا..الخ”، وهو مستمر بتحرشه بروسيا من زاوية العداء التاريخي لها، وما التدخل الأوروبي والأميركي في جمهورية بيلاروس حالياً والسعي للإطاحة بالرئيس المنتخب ألكسندر لوكاشينكو الصديق الحميم لروسيا سوى ترجمة واقعية لهذا العداء الذي يستغل أي قضية مهما كانت صغيرة لتشويه سمعة روسيا والتضييق عليها.
وبما أن قضية “تسميم” نافالني المزعومة تتزامن مع دعم الدول الغربية للاحتجاجات داخل بيلاروس، فبالتأكيد يراد منها فرض ضغوط كبيرة على موسكو من أجل التخلي عن حليفها لوكاشينكو، الذي أكد أن بلاده اعترضت اتصالات ألمانية تكشف أنه تم تزييف عملية التسميم المزعومة ضد نافالني، مضيفاً إن الاتصال الذي تم اعتراضه بين برلين ووارسو.
على الضفة المقابلة، قلل متابعون من أهمية التهديدات الغربية لموسكو في قضية نافالني لأن من شأن أي أزمة جديدة في العلاقات بين روسيا الغرب أن تهدد مشروع “نورد ستريم 2” لمد خط أنابيب غاز بكلفة 10 مليارات يورو (11 مليار دولار)، المشروع الذي بات على وشك أن يتم استكماله في قاع بحر البلطيق حيث يتوقع أن يضاعف شحنات الغاز الطبيعي الروسية إلى ألمانيا.
وقد تأجّل المشروع لشهور بعدما تحرّكت واشنطن لفرض عقوبات جديدة على الشركات المنضوية في”نورد ستريم 2″ بسبب المخاوف من تزايد النفوذ الروسي في أوروبا، حيث أعربت ألمانيا حينها عن غضبها حيال الخطوات الأميركية، معتبرة أن واشنطن تتدخل في شؤونها الداخلية

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها