الثورة أون لاين- جودت غانم:
مطالبات وشكاوى عديدة ترد دائماً تصب في أغلبها حول رداءة صناعة رغيف الخبز في محافظة السويداء خاصة الافران الآلية العاملة بنظام الادارة في ريف المحافظة , وليس آخرها مطالبات أعضاء مجلس المحافظة, الذين تتكرر دعواتهم في كل جلسة لتحسين جودة رغيف الخبز, علماً أن مظاهر الازدحام تلاشت أمام كوات الفرع بعد اللجوء إلى التوزيع عبر المعتمدين الدائمين والمؤقتين, الذين يبلغ عددهم 225 معتمداً فقط في مدينة السويداء.
و يعاني فرع السورية للمخابز في السويداء من عدة معوقات تؤدي بنتيجتها إلى تردي صناعة الرغيف, أبرزها قدم خطوط الإنتاج في المخابز العاملة بنظام الإدارة، الأمر الذي يؤدي إلى الحاجة الدائمة لأعمال الصيانة وزيادة النفقات المالية اللازمة، وقلة الاعتماد المالي المخصص لصيانة الآلات وشراء قطع التبديل، الأمر الذي ينعكس سلباً على استمرار العمل والحصول على رغيف خبز مطابق للمواصفة المحددة.
إضافةً إلى قلة اليد العاملة وعدم وجود الخبرات المطلوبة وخصوصاً الفنية منها، وذلك بسبب طبيعة العمل الصعبة، وتدني الأجور مقارنة بالأجور التي تمنح للقطاع الخاص، فعلى سبيل المثال يتقاضى العجّان في القطاع الخاص مبلغاً لا يقل عن أربعة إلى خمسة آلاف ليرة في اليوم ولا تتجاوز ساعات عمله 4 ساعات، بينما في القطاع العام يعمل العجان أو العامل الفني وعمال خطوط الإنتاج ما لا يقل عن 14 ساعة عمل بمبلغ لا يتجاوز 1500 ليرة وهو من الأسباب التي تؤثر سلباً في العمل وتؤدي في النتيجة إلى عدم وجود الخبرات وعزوفها عن العمل في القطاع العام.
فيما أشار تقرير سابق للفرع إلى وجود معوقات أخرى أيضاً, منها قلة أجور العمال المياومين وعدم شمول أجورهم بمرسوم السيد الرئيس الأخير الذي حدد الحد الأدنى للأجور بمبلغ 47675 ليرة ، بينما مازال العمال المياومون يتقاضون 36 ألف ليرة, وكذلك قلة الحوافز الإنتاجية, إضافة إلى تأثر نوعية الرغيف المنتج بنوعية الدقيق المستخدم ووجود خلطة دقيقة، حيث يختلف نوع الدقيق الوارد إلى المخابز حتى من النوع نفسه حسب نوع الأقماح الموردة للمطاحن المستجر منها الدقيق, الأمر الذي ينعكس على جودة الرغيف.
وكان فرع السورية للمخابز عمل على إلغاء اعتماد سبعة معتمدين لمادة الخبز الاسبوع الماضي، وذلك بسبب عدم التزامهم بالبيع وتوزيع المادة ضمن الأحياء المخصصة لاعتمادهم, وضبطهم يتاجرون بمادة الخبز وقيامهم ببيعها لتجار الخبز والمطاعم وعلفاً للحيوانات.
و اتخذ فرع المؤسسة مؤخراً جملة من الإجراءات لضمان نقل الخبز من قبل المعتمدين بشكل جيد وتنظيم عملية توزيعه, من بينها التعميم على جميع المخابز الآلية العاملة بنظامي الإدارة والإشراف بالمحافظة لوجوب التأكيد على جميع المعتمدين لتأمين صناديق بلاستيكية أو سيارات مجهزة برفوف لنقل الخبز من المخابز وإيصاله للمواطنين بجودة جيدة وعدم نقله بسيارات سياحية تحت طائلة إلغاء الاعتماد في حال عدم التقيد بذلك, إضافة للتنسيق مع الوحدات الشرطية لتكليف عناصر منها للوجود في الافران أثناء توزيع الخبز لتنظيم عملية التوزيع والبيع بشكل يومي, و التعاون مع ممثلي الوحدات الإدارية ولجان الأحياء لمتابعة المعتمدين لضمان وصول المادة لمستحقيها بالشكل الصحيح من حيث الكميات والسعر التمويني المحدد.
وحمّل فرع المؤسسة السورية للمخابز بالسويداء لجان الأحياء مسؤولية عدم وصول مادة الخبز إلى مستحقيها من حيث الكميات والأسعار نتيجة لعدم المتابعة للمعتمدين , بالإضافة لزيادة عددهم من 186 معتمداً إلى 225 معتمداً في مدينة السويداء بناء على مقترح من تلك اللجان ما أدى إلى حصول خلل واضح وزاد الطلب على المادة بواقع 2000 ربطة خبز يومياً.