“لا أدري”!!.. وتدري مدن العشق من مزّق قلبها

ثورة أون لاين:

عندما تتحول الحياة إلى ساحاتٍ لمعارك الحقد والخيانة والغدر والموت، يعجز الإنسان عن معرفة متى وكيف بإمكانه أن يجد نفسه فيها، وعندما تتحول الحبيبة إلى مدينة يلاحقها خشية أن يفقدها، لابدّ أن يجدها ليكتب وجعه ووجعها:
“هو في بيت العرب، ومسقط رأسه “دمشق” وهي تعيش في الهجين الغربي-العربي “دبي”.. هو في عاصمة تكافح أعراض السقوط العربي الذي بدأ منذ اتفاقيات الاستسلام مع العدو الصهيوني، وهي في ركن أضاءت فيه حداثة، تحاول جاهدة أن تجعل من العرب رواداً وأسياداً، لا عباداً..”.
إنه عالم، من شدة تيهه وتشظيه، ارتأى الكاتب “أحمد محمد إبراهيم” أن يسميه عالماً “لا أدري” وهو ما عنون به روايته التي تدور أحداثها، ما بين دمشق وبغداد وبيروت والقاهرة ودبي، والتي يحكي فيها عن عجز الإنسان عن امتلاك قلبه الذي هو وطنه، في زحمة ما نعيشه من تهالك وضياع وتمزق عربي.
في الرواية، رسالة أخلاقية وإنسانية ووطنية.. رسالة كلّ من حمّل هموم أوطاننا التي ننتمي إليها ونتمنى توحدها، ونخشى عليها مما يمزقها. الجهل والحقد والتشرذم والتبعية، والمذهبية الطائفية. نخشى أكثر، من التطرف الديني، والسرطان الإرهابي.

“كيف سيلتقيان، وهما يظنان أن المدينتين في دولتين وعالمين واتجاهين مختلفين.. كلاهما ولد في العراق الغارق بخدعٍ ومؤامرات واقتتالات، صنعها ذئب غربي، وعقرب أعرابي، ولكلّ منهما أذنابه. كلاهما حسب الميلاد بهوية عراقية، ولكن لا تنتهي حدود إيمانهما بالأمة والاوطان العربية..”.
كل هذا، تناوله “إبراهيم” الذي استفاض في استدعاء الماضي الديني والسياسي، وما أورثنا إياه من عللٍ ومللٍ، لعبت دوراً كبيراً فيما آلت إليه أحوال أوطاننا، وعبر من سمّاهم: “المتخفون بالنفاق، وتسييس الدين..”
عناوين كثيرة، ضمّتها الرواية التي توالت نصوصها لدى كاتب، حمل من العشق لعروبته، ما حمله لروايته. الرواية التي لن نذكر عناوين نصوصها كلها، وإنما سنكتفي منها بما يعنينا، مثلما يعني أبناء الأوطان ممن سارعوا للذود عن كرامتها وعروبتها وعزتها، وبمواجهة “الاحتلال الذي سعى لإغماد خناجره المسمومة في قلب الأمة” .
لاشك أنهم من آمنوا، إيمان المقاومين الذين أدركوا خلال حرب العراق، بأن “المقاومة، كنز العرب وكرامتهم” وبأنها سبيلهم لمواجهة أعداء إنسانيتهم وهويتهم “المحتل ومن ثم الوهابية، وأولئك الذين نابوا عن المحتل بقتل العراقيين ونشر الذعر، وتقسيم الشعب الواحد والوطن الواحد، إلى شعوب ودول طائفية”.
نعم، هم المقاومون الأبطال، فـ “الأبطال لم يولدوا للحياة بل للبطولة” و”المقاومة ردة فعل فرضتها الحرب”، فـ “الحرب ليست لعبة، والسلام ليس أمنية” وعلى الشعب أن يقاوم لأنه ابن أرضه”.
مطولاً، تحدث الكاتب عن المقاومة ودورها، وما اعترضها من انتكاسات ومساعٍ ومحاولات، لبث الفتنة بين رجالها، وتشويه أهدافها وأعمالها.
مطولاً تحدث عن المقاومة، وعن تفاصيل ما اقترفه تحالف الاحتلال وأذنابه في العراق، وبحقِّ الوطنيين وغيرهم، وعبر مخطط استخباراتي – صهيوني – شيطاني، سعى لـ “اغتيال العلماء وتهجير الأقليات، وبث الفتنة بين الطوائف، وهدر روح الإنسان والحياة.
باختصار، هي رواية الحب الذي ينبض بالكرامة والبطولة والمقاومة والانتصارات. رواية عشق لأوطان، خالية من النجاسات والاحتيالات والتبعية والخيانات.
هذا ما يهمنا وقرأناه، دون أن يؤثر رحيل البطل، المقاوم، الشجاع “منتصر” على ما ختم به الكاتب وأراد لقرائه أن يفهمونه، ففهمناه:
“صحفية تحرر بقلمها ملايين العقول، ومقاوم يحرر ببندقيته الجبناء من سباتهم.. تجمعهما دمشق، وتسلم عليهما بيروت، وتقرأهما القاهرة، ليكونا بقصتهما، سفراء النضال المقدس لتحرير الإنسان العربي من عقدة الجهل، ولتحرير قدس الأقداس على طريق تحرير الأقصى”.
يبقى أن نقول: “أحمد محمد إبراهيم” قاص وروائي ومدرِّس، حاصل على ليسانس آداب-قسم الجغرافية من جامعة دمشق. دبلوم تأهيل تربوي. ماجستير في العلوم والبحوث السكانية، من المعهد العالي للسكان بدمشق.
من أعماله القصصية “ظل الجبان.. فراشه” و”الخميلة” والروائية “لا أدري”.
هفاف ميهوب

آخر الأخبار
إلغاء ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" في سوريا إثر تصريحات مسيئة محافظ حلب: تعزيز القيم الأخلاقية وتطوير الأداء المؤسسي تعاون بين التعليم العالي وسفير فلسطين لتطوير معهد "فلسطين التقاني" وزير الدفاع يعزي أسر شهداء الجيش العربي السوري ويواسي المصابين اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق بأحداث الساحل تعقد غداً مؤتمراً صحفياً حول نتائج عملها وزير الإعلام: الحكومة تعمل بجهود حثيثة لنزع فتيل التوتر في السويداء الشائعات.. وجه الحروب الآخر وزير المالية يؤكد استمرار صرف رواتب العاملين في السويداء من دون انقطاع وزير التعليم العالي: دعم البحث العلمي أساس البناء والنهضة ليث البلعوس ينفي تهم التأزيم: لسنا طرفاً في مؤامرة ورفضنا تحويل السويداء إلى ورقة ضغط "الفرش البارامتري".. في معرض لطلاب الهندسة المعمارية بحمص بحث توسعة المدينة الصناعية بحسياء على 20 عقاراً أهالٍ من طرطوس: سوريا الجديدة واحدة موحدة من دون تقسيم " الثورة " في جرمانا ... إصرار على ألا تنكسر الحياة الوحدة الوطنية.. خارطة طريق السوريين نحو العبور الآمن الاستثمار في الأوراق المالية.. فرص ومزايا لتوظيف مالي طويل الأجل السويداء بلا خدمات باراك: دمشق نفذت تعهداتها ولم تخطئ في أحداث السويداء "حرب الكلمة".. بين تزوير المعنى وتزييف الحقيقة أسعار جنونية للشقق السكنية رغم الركود الحاد!