الثورة أون لاين -عبد الحليم سعود :
تحت عنوان “الواقعية و”الرغبة بالسلام” و”ضرورة” حل مشاكل الشباب و”الالتفات” لقضايا التنمية الاجتماعية و”تفهم” الواقع الدولي الجديد وضرورة الابتعاد عن الخرافات والأساطير وحكايا التاريخ.. يحاول دعاة التطبيع الجدد ترويج خطيئتهم المتمثلة بالارتماء في أحضان الكيان الصهيوني دون شروط ودون أي مكاسب تذكر لدولهم وشعوبهم، فيوعزون لكتاب مأجورين في بلاط أنظمتهم المطبّعة ولإعلاميين باعوا ضمائرهم وارتهنوا لمصالح ضيقة كي ينخرطوا في عملية التضليل وتزييف الحقائق المرتبطة بتطورات الصراع العربي الصهيوني وقلب الحقائق المرتبطة بنشوء هذا الكيان المجرم المغتصب المحتل، بهدف تزيين الخطوات “الانبطاحية” التي حدثت مؤخراً – بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحشور انتخابياً في استطلاع الرأي- واللعب بعقل الجماهير العربية الداعمة للقضية الفلسطينية وامتصاص غضبها جراء حمى التنازلات المجانية التي شهدناها في الفترة الماضية.
ومن وحي هذه البروباغندا المضللة الموجهة للتأثير في عقول الشباب العربي لتقبل مهزلة التطبيع يكتب أحد المأجورين: ( يجب أن يولد “الجيل الإبراهيمي” المؤمن بأن “الإرهاب لا دين له”، وأن “الدين الحقيقي هو السلام”، وأن “الثقافة الصحيحة غير المزورة هي ثقافة قبول وتقبل الآخر”، وأن “النجاح يكمن في العلم والمنافسة وليس في أساطير التاريخ”، وأن “الشجاعة هي التسامح” وليس في الغلبة أو الثرثرة، وأن “إسرائيلوفوبيا” لا وجود لها على الإطلاق)..؟!
هكذا وبكل بساطة يراد للشباب العربي أن ينسى اثنين وسبعين عاماً من الجرائم البشعة والمجازر المهولة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق العرب، وأن يتجاهل مأساة ملايين المشردين واللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين الذين هُجروا من قراهم ومدنهم وأرضهم بسبب الحروب العدوانية الإسرائيلية، وأن يقبل بثقافة قائمة على العنصرية والإجرام بذريعة “تقبل الآخر”، وأن يغمض عينيه ويصم أذنيه عن الأساطير والخرافات التي قام عليها هذا الكيان الغاصب ، وأن يتسامح مع عدو احتل أرضه واغتصب حقوقه وسرق مياهه ودنس مقدساته وانتهك الحرمات وارتكب كل الفظاعات التي تساعده على توسيع رقعة كيانه المصطنع وتوطين ملايين جديدة من يهود أوروبا والعالم على حساب أصحاب الأرض الشرعيين، وكأن شيئاً لم يكن خلال اثنين وسبعين عاماً من جولات الصراع الدموي معه، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بإلحاح في غمرة هذا العشق “العربي” الخليجي للصهاينة، ماذا الذي استجد بعد المبادرة العربية المقدمة في قمة بيروت عام 2002 والتي أساسها الأرض مقابل السلام، حتى يكافأ هذا العدو بالأمن والسلام والعلاقات الطبيعية، وما الذي قدمه الحكام الصهاينة للعرب كي يثقوا بهم وقد خانوا كل الاتفاقيات السابقة، وهم الذين يسعون بشكل دائم لسرقة واحتلال ما تبقى من فلسطين وطرد ما تبقى من شعبها إلى المنافي وبلدان الاغتراب، تنفيذا لصفقة القرن المشؤومة التي يدعمها ترامب وصهره الصهيوني جاريد كوشنير، ويرفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلاً ، فماذا قدم الكيان الصهيوني للفلسطينيين سوى الاغتيالات والاعتقالات وسرقة الأراضي وهدم البيوت وتدنيس المقدسات ومحاصرتهم في لقمة عيشهم، حتى يكافأ بالسلام ويحظى بالمسامحة والغفران وتُسلم لجهاز استخباراته “الموساد” مفاتيح مدن عربية مطلة على الخليج، كي يطعن ظهر الجمهورية الإسلامية في إيران التي وقفت طوال 41 عاماً من ثورتها إلى جانب الحق الفلسطيني والعربي وقدمت كل ما تستطيع من وسائل الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال..؟!
فهل تخلى الكيان الصهيوني عن عنصريته تجاه العرب وعن شعارات الموت لهم التي يكتبها مستوطنوه ومتطرفوه في شوارع الضفة والقدس المحتلتين، أم تخلى عن تنكيله اليومي بالفلسطينيين لإرغامهم على ترك أرضهم ؟ أم توقف عن أطماعه وأحلامه ومحاولاته لمد حدوده بين النيل والفرات، أو غادر مغامراته العدوانية ضد سورية ولبنان والمنطقة وصولا إلى تهديداته المستمرة لإيران..؟!
ربما يتعامى المطبعون الجدد عن حقيقة الكيان الصهيوني العنصرية والكراهية التي يكنها ويختزنها شارعه المتطرف تجاه العرب ، لكي يقنعوا شعوبهم المضللة بجدوى خطواتهم التطبيعية المدانة، وقد يكون من المفيد إيجاز بعض مفردات العنصرية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين للتذكير بها في إطار الرد على الأبواق المضللة التي تزين خطوات التطبيع المتكررة ومنها:
– استمرار الاحتلال: حيث تخالف “إسرائيل” باحتلالها للأراضي العربية كل المواثيق الدولية المعترف بها حتى من أبرز حلفائها.
– سرقة الأراضي بشكل مستمر.
– إقامة المستوطنات .
– الطرق الالتفافية: التي تمثل تفريقاً عنصرياً واضح المعالم، ولا يختلف عما شهدته جنوب إفريقيا إبان حكم الابارتيد.
– نقاط التفتيش والإغلاق: وهي بالمئات، وتهدف لإذلال الإنسان أكثر من أي شيء آخر