الثورة أون لاين – لميس عودة:
هو الهوس الاستعماري واللهاث المحموم لتثبيت موضع قدم احتلالي على أرض الجزيرة السورية، عبر محاولات تعزيز القواعد الاحتلالية لواشنطن في الرقعة الشرقية من الخريطة السورية بمواد عسكرية ولوجستية، وهذا ما يسيطر على عقلية ترامب المارق على كل القوانين الدولية، وهو ذاته أي الجموح الإرهابي للاستحواذ على المقدرات والثروات السورية ما يقود خطواته العدوانية ، ويوسم كل تصرفاته العدوانية في الوقت الأخير من عمر الإرهاب الأميركي على الجغرافية السورية .
فالاستماتات الجلية والتسعير الممنهج لجبهة الجزيرة، والتحشيد العسكري لجنود الاحتلال الأميركي في الحسكة وريفها وتزويدهم بكل وسائل العدوان والإرهاب، وتفخيخ حقول النفط وتطويقها بأحزمة الأذرع الإرهابية لمنع تحريرها ، والجنوح نحو فرض واقع إرهابي في مدن الحسكة والقامشلي وأريافهما ، جميع هذه الممارسات العدوانية توضح أن غايات الطمع لا تفارق عقلية تاجر الإرهاب والحروب ترامب الذي يهرب من خيباته وإخفاقاته الداخلية لتصنيع إنجاز وهمي يغري به الناخبين الأمريكيين عبر ملء خزينة الجشع الأميركي بإيرادات النفط المسروق، فنهب الثروات السورية هو بوصلة كل الممارسات الإرهابية التي تنتهجها إدارة ترامب، وكل تصعيد عدواني في الوقت الحالي من قبل أدوات واشنطن الإرهابية كميليشيا “قسد”، والمحتل التركي يصب في خانة الأطماع الأميركية .
فقوات الاحتلال الأمريكي تعمد بشكل متكرر إلى إدخال قوافل من الشاحنات المحملة بذخائر ومعدات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة عبر المعابر غير الشرعية لتعزيز وجودها اللا شرعي في منطقة الجزيرة السورية ، ولضمان استمرار سرقة النفط والثروات الباطنية السورية بمساعدة ميليشيا “قسد” الانفصالية والمجموعات الإرهابية التي تدعمها وتشغلها في المنطقة.
المآرب الأميركية من وراء الوجود العسكري الاحتلالي في منطقة الجزيرة السورية لم تعد مبهمة بل واضحة وجلية بعد أن افتضحت الغايات من وراء ضخ الإرهاب إلى الأراضي السورية وتمويله وصياغة سيناريوهات جرائمه وآلية تنفيذها، وبعد أن جاهر ترامب بكل وقاحة بسرقته للنفط السوري وسعيه لتحويل عائدات نهبه إلى الخزينة الأميركية.
لكن رغم كل البلطجة العدوانية التي تمارسها إدارة ترامب وأدوات إرهابها في الجزيرة السورية لنهب المقدرات السورية، إلا أن هذه العربدة لن يطول مداها الزمني، ولن تبقى الجزيرة السورية تحت مقصلة الإرهاب الأميركي، فالمقاومة الشعبية ضد هذا الاحتلال تنمو وتتصاعد، وهذا كفيل بدحر المحتل الأميركي وأعوانه