الثورة أون لاين-ناصر منذر:
أميركا الغارقة في دعم الإرهاب تتحدى العالم بجرائمها، سجلها حافل بالجرائم ضد الإنسانية، هي تقتات على حساب حياة الشعوب ونهب ثرواتها وزعزعة أمنها واستقرارها، وتبني قوتها على أنقاض ما تحدثه من دمار وتخريب للعلاقات الدولية، هي باختصار نظام بلطجي خارج عن كل القوانين الأخلاقية والمواثيق والأعراف الدولية، وإدارة ترامب الحالية تجسد سياسة الإجرام الأميركي بكل تفاصيلها وحيثياتها، ربما تكون الأسوأ من سابقاتها، ولكن التاريخ لم يذكر إدارة سابقة لم تتلطخ يداها بدماء الأبرياء، فالنظام الأميركي قائم على القتل والغطرسة، ويمتثل لقانون شريعة الغاب دون سواه.
جرائم أميركا بحق شعوب العالم، وفي سورية على وجه الخصوص، أكثر من أن تعد وتحصى، كل من يخالفها الرأي ويناهض سياساتها ولا ينضوي تحت رايتها السوداء تعده عدواً لدوداً لها، وكل من يتصدى لمشاريعها الاستعمارية يصبح هدفاً لإرهابها وإجرامها، والحرب الإرهابية الشرسة التي تقودها ضد سورية وشعبها تختزل ماهية النزعة الإجرامية التي تتحكم بعقول ساستها ومسؤوليها، هي تحتل جزءاً من الأرض، وتمارس الإرهاب والعدوان بأبشع صورهما، وتسرق النفط، وتحرق المحاصيل الزراعية، وتخنق السوريين بسيف عقوباتها الجائر، وتطلق يد قطعانها الإرهابيين على شاكلة (قسد) للتنكيل بالمدنيين في مناطق سيطرتها، وتدفع من خلال مرتزقتها نحو تفتيت الجسد السوري الواحد، فقط لأن سورية بشعبها وجيشها وقيادتها تشكل حائط سد منيع أمام مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية في المنطقة، وترفض الخنوع والاستسلام لمشيئتها، وتتمسك بقرارها السيادي الحر، ولا تفرط بحقوقها، وتمثل الحلقة الذهبية في محور المقاومة، وهذا ما يؤرق حكام البيت الأبيض، ويدفع بإدارة الإرهاب الأميركية لمواصلة استهداف الشعب السوري، حتى أن مستوى الانحدار الأخلاقي والسياسي لرأس تلك الإدارة ترامب بلغ حد التفكير باستهداف السيد الرئيس بشار الأسد، لأنه يمثل رمز صمود السوريين وعنفوانهم.
الولايات المتحدة بكل إداراتها المتعاقبة، لا تختلف في سلوكها وتصرفاتها عن أي تنظيم إرهابي، كل يوم يشهد العالم المزيد من جرائمها في بقاع مختلفة، وثمة العديد من التقارير والوثائق والصور التي تفضح أفعالها الدنيئة، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، تشن الحروب وترتكب المجازر الجماعية تحت شعار الحرية والديمقراطية، وبلطجتها الدولية تتجاوز كل حدود العقل والمنطق، تدمر القانون الدولي، وتمزق كل المعاهدات والاتفاقيات التي تخص الأمن والسلام العالمي، وتحتقر المنظمات والهيئات الإنسانية، تحاصر الشعوب بلقمة عيشها، وتقطع عنها الدواء والماء، ولو استطاعت قطع الهواء لفعلت، فهذه هي أميركا، دولة مارقة وخارجة عن القانون منذ نشأتها على أشلاء وجماجم الهنود الحمر، وحتى يومنا هذا.