الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
حالة من التهدئة والتخدير يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالياً أن يلقي بجرعتها قدر المستطاع على الناخب الأميركي قبيل الانتخابات الأميركية في 3 تشرين الثاني القادم، فتاجر العقارات تحول أيضاً لتاجر بالصحة حيث لا يزال فيروس كورونا يغريه بالمناورة للفوز بولاية ثانية يلهث إليها، حيث هجماته تتسلسل تباعاً ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن لسرقة الجولة القادمة من الانتخابات، وذلك بتحويل الأنظار عن سوء سياسته وعنصريته وفوقيته.
مساعي ترامب هذه وأهدافه الخبيثة تبدو واضحة، حيث لا يزال خصومه الديمقراطيون في مرمى أهدافه السياسية والصحية، حيث اعتبر خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض أن ادعاءات الديمقراطيين بوجود تدخلات خارجية في الانتخابات هي محاولة منهم للتأثير عليها،و قال: إن الديمقراطيين يريدون أن تكون أعداد ناخبيهم أكثر.
ومع هذه الفوضى التي يختلقها ترامب لخلط الأوراق وتصفية أهمها، لا تزال طريقة التصويت تشغل تفكيره السياسي محاولاً تفصيلها وفقاً لما يراه، وهو ما يأتي بتعبيره حول ذلك بالقول: إن الإشكال لدينا هو نظام الاقتراع وكيفية الانتخاب، وهو أشد خطورة من التدخل الأجنبي، معتبراً أن التصويت عبر البريد العادي، هو التهديد الأكبر لانتخاباتنا، لأن حكام الولايات هم من يتحكم بها.
وفي وقت لاحق قال ترامب على صفحته في “تويتر”، اليوم الخميس، إنه بسبب الكم الهائل وغير المسبوق من بطاقات الاقتراع “غير المرغوب فيها”، التي سيتم إرسالها إلى “الناخبين أو في أي مكان آخر هذا العام، قد لا يتم تحديد نتائج الانتخابات بدقة، وهو ما يسعى إليه البعض”، معتبرا أن ذلك قد يعرض أمن وسلامة الانتخابات للخطر.
كورونا هي الأخرى لا يكف ترامب عن الاستثمار بها، رغم أنه معروف بإهماله المتعمد والمقصود لتداعيات هذه الجائحة، وهذه المرة يحاول أن يستغلها لإقصاء منافسه بايدن بعد أن قال: “نحن نواجه أقسى فيروس في تاريخ البشرية”، متهماً منافسه بايدن باستغلال ذلك، داعياً إياه إلى التوقف عن ترويج الأخبار الكاذبة حول اللقاح الذي سيتم الحصول عليه في وقت قريب جداً.
ووفقاً لتصريحاته وادعاءاته وبما يتماشى مع مخططه قال: سنحاول توزيع أكثر من 100 مليون جرعة لقاح بعد إقراره من هيئة الأغذية والأدوية، لافتاً إلى انخفاض الوفيات جراء كورونا بنسبة 18.5 في المئة حسب زعمه.. وأن اللقاح المضاد لفيروس كورونا أكثر فعالية من الكمامات.
هجوم ترامب هذا يأتي بعد أن قال بايدن إن المسؤولية الأولى للرئيس الأميركي حماية الشعب، لكن ترامب لم يفعل ذلك، كما اعتبر أمس الأربعاء، أنّ فشل ترامب في إدارة الأزمة الوبائية الناجمة عن كوفيد-19، يجعله غير أهل بتاتاً لتولّي الرئاسة، وذلك في خطاب ألقاه في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، مشيراً إلى رفض ترامب فرض إجراءات على الصعيد الوطني لمكافحة الفيروس مثل تدابير التباعد الجسدي وإلزامية وضع الكمامة، مؤكداً أنّه لا يثق بتاتاً بترامب بكلّ ما يتعلّق بإنتاج لقاح فعّال ضدّ فيروس كورونا المستجدّ وتوزيعه.
وقال: أثق باللّقاحات، وأثق بالعلماء، لكنّني لا أثق بدونالد ترامب.. والآن لا يمكن للأميركيين أيضاً أن يثقوا به.. هناك شيء واحد مؤكّد: لا يمكننا أن نسمح للسياسة بأن تتدخّل في اللقاح بأيّ شكل من الأشكال