الثورة أون لاين – لميس عودة:
بين اللصوصية السافرة والإرهاب العسكري والاقتصادي والسياسي المنظم بحق الشعب السوري يتأرجح سلوك الإدارة الأميركية الحالية وفجورها المعلن على الملأ الدولي، والذي لم تعد كل مساحيق الخداع والدعاية الكاذبة تخفي قباحة نياتها وجشعها للاستحواذ على مقدرات السوريين، واستماتتها لنهب النفط السوري، بعد أن جاهر رأس الهرم الإرهابي في إدارتها أكثر من مرة بنياته الوقحة بالسيطرة على آبار النفط في الجزيرة السورية لتصب عائدات سرقته في الخزانة الأميركية.
أميركا بكل إداراتها المتعاقبة لم تكن يوماً إلا مارقة على القوانين الدولية، تستبيح المحظورات وتتطاول على الأعراف والمواثيق الدولية، فالعبث بأمن واستقرار الدول عبر بث الفوضى الإرهابية واشهار سيف العقوبات الجائر ضد من يرفض هيمنتها، ووضع أمن وسلامة وحقوق الشعوب تحت مقصلة تجبرها وتسلطها، ونهب مقدرات الدول هو وسيلة حكامها للهيمنة والتسلط على امتداد الخريطة الدولية، فالإرهاب بكل مشتقاته وأنواعه هو الشريان الذي يغذي عربدتها ويمدها بأسباب تطاولها العدواني.
فالاحتلال الأمريكي يواصل بكل فجور وبكل انحطاط أخلاقي سرقة النفط السوري من منطقة الجزيرة وآخرها إخراج قوات الاحتلال قافلة من عشرات الصهاريج المحملة بالنفط المسروق من الأراضي السورية باتجاه الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي بمنطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي، حيث تسيطر قوات الاحتلال الأمريكي بالتواطؤ مع ميليشيا “قسد” على أغلبية حقول النفط في منطقة الجزيرة بمحافظتي الحسكة ودير الزور وتعمل على تهريب النفط السوري وبيعه في الخارج لتحرم منه السوريين في انتهاك فاضح للقانون الدولي.
وفي كل ما جرى وبجري من عربدة وبلطجة عدوانية أميركية في المنطقة ،وخاصة ما نشاهده في منطقة الجزيرة من جرائم أميركية بحق الإنسانية وانتهاكات صارخة بحق الأهالي، يتقزم الدور الاممي إلى درجة التلاشي، وتسقط مع الإرهاب الممارس جهاراً كل أقنعة الرياء وتتكشف عورات التواطؤ الدولي في كل ما يتم ارتكابه من آثام الصمت وبيع هيبة المؤسسات الأممية للشيطان الأميركي في سوق الارتهان المعيب.
لكن رغم أن واشنطن وأذنابها يجهدون للنيل من إمكانيات صمود السوريين، إلا أن نار الفوضى التي أوقدوا فتيل إرهابها ستحرق آخر مخططاتهم الاستعمارية على الجغرافيا السورية، فالمقاومة الشعبية في الجزيرة السورية تتصاعد وستنسف كل مشاريع واشنطن الاستعمارية، فكل محتل وغاز مصيره الاندحار.
التالي