واشنطن تزيد عزلتها الدولية بتطبيق “آلية الزناد” على إيران

الثورة أون لاين – زينب العيسى:
رغم المعارضة الدولية الواسعة، وفي خطوة تزيد من عزلة واشنطن وترفع منسوب التوتر دوليا، أعلنت الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد تفعيل ما يسمى “آلية الزناد” وإعادة فرض العقوبات على إيران، وحذرت بأنها ستحاسب المخالفين لها.
وزعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن العقوبات الأممية ضد إيران دخلت حيز التنفيذ مرة أخرى، على الرغم من رفض المنظمة لهذا الأمر، مهددا الدول التي لن تنفذ العقوبات بـ “عواقب”.
في المقابل سارعت وزارة الخارجية الروسية إلى التأكيد بأن الولايات المتحدة تواصل تضليل المجمتع الدولي والمضاربة بإجراءات مجلس الأمن الدولي، لاستئناف العقوبات ضد إيران، وقالت في بيان لها اليوم أن “مجلس الأمن الدولي لم يتخذ أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى استئناف العقوبات السابقة ضد إيران”.
فيما أعلن الاتحاد الأوروبي بدوره أن الولايات المتحدة ليس بإمكانها فرض عقوبات دولية على إيران، داعيا للحفاظ على الاتفاق الموقع مع طهران في 2015 حول برنامجها النووي.
“آلية الزناد” التي تحاول واشنطن التفرد بها خلافا لباقي الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، منصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 وتتمثل بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران مجدداً إذا ما طلبت دولة طرف في الاتفاق ذلك في حال انتهكت طهران تعهداتها، لكن إدارة ترامب تتجاهل حقيقة أنها هي التي انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران وأن الأخيرة التزمت بتعهداتها في الاتفاق، وهذا ما جعل سائر أعضاء مجلس الأمن الدولي يشككون بقانونية الخطوة الأميركية.
“براين هوك”، المبعوث الخاص لإدارة ترامب بشأن إيران، أكد الشهر الماضي أن جميع عقوبات الأمم المتحدة تقريبًا ضد إيران ستعود في غضون شهر، وهذا يعني أن بلاده ستكون وحيدة في موقفها العدائي ضد إيران، لأن جميع القوى الكبرى الأخرى، مثل الصين وروسيا، فضلاً عن حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، طعنوا في هذا الادعاء ولم يقبلوا بإعادة العقوبات على طهران.
في منتصف آب الماضي، عانت إدارة ترامب من انتكاسة كبيرة في مجلس الأمن الدولي عندما حاولت تمديد حظر الأسلحة المفروض على طهران، والذي ينتهي في تشرين الأول المقبل، وعقب ذلك الاجتماع، هاجم وزير الخارجية الأميركي بشدة الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، متهما إياهم بدعم إيران، وأخيرا، وفي 20 آب الماضي، استخدمت الولايات المتحدة “آلية الزناد” المثيرة للجدل لإعادة جميع العقوبات ضد طهران، حيث يزعم “ترامب” أن الاتفاقية الموقعة في عهد إدارة “باراك أوباما” لم تكن كافية ولهذا انسحب منها عام 2018 ثم أعاد فرض عقوبات بلاده أحادية الجانب ضد إيران وقام بتوسيعها.
تدعي واشنطن الآن أنها مشاركة في مجلس الأمن، وذلك من أجل أن تتمكن من استخدام خيار” آلية الزناد”، لكن جميع أعضاء مجلس الأمن تقريبا شككوا في قدرتها على تنفيذ هذه “الفقرة” من الاتفاق، غير أن المجلس لم يتخذ أي إجراء آخر ضد واشنطن التي أخلت بالاتفاق بحجة أن لا شيء سيتغير.
دبلوماسي في الأمم المتحدة قال:”سيتظاهر الأميركيون بأنهم فعّلوا “آلية الزناد” وبالتالي سوف تتم إعادة فرض العقوبات مرة أخرى ضد طهران، معتبراً أن هذا الإجراء “لن يكون له أساس قانوني وبالتالي لا يمكن أن يكون له تبعات قانونية”. دبلوماسي آخر قال: “لا أعتقد أن شيئا سيحدث، سيكون مجرد بيان، إنه مثل سحب الزناد وعدم إخراج رصاصة منه”.
في المقابل يرى العديد من الخبراء السياسيين أن واشنطن وجدت نفسها في عزلة جديدة بمجلس الأمن الدولي بعد معارضة معظم أعضاء المجلس بمن فيهم حلفاؤها، مساعيها لإعادة فرض عقوبات دولية على إيران، غير أن إدارة ترامب تدعي أنها “واثقة” من أن شروط استمرار العقوبات على طهران موجودة، بدعوى استعانتها بآلية متفق عليها بموجب الاتفاق النووي الذي انسحبت منه قبل عامين.
وقد كتب الحلفاء القدامى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا إضافة إلى الصين وروسيا وفيتنام والنيجر وجنوب إفريقيا وإندونيسيا وإستونيا وتونس وبقية الأعضاء باستثناء جمهورية الدومينيكان رسائل اعتراض مباشرة على إعلان بومبيو في وقت سابق لإطلاق العد التنازلي ومدته 30 يوما لعودة العقوبات على إيران، بما في ذلك حظر الأسلحة.
في حين اتهمت واشنطن الجمعة الماضية بكين ولندن وباريس بأنها “أخلت بواجبها”، وقال المبعوث الأميركي لإيران “براين هوك” للصحافيين “لسنا بحاجة لإذن من أحد لإطلاق” آلية الزناد”. وأضاف زاعماً، “إيران تنتهك التزاماتها في المجال النووي، والشروط من أجل إطلاق الآلية متوافرة”. واعتبر “هوك” أن الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي فشلوا منذ أسبوع عندما لم يمددوا حظر الأسلحة على إيران.
ورغم المعارضة الدولية للخطوة الأميركية إلا أن بومبيو يزعم بأن جميع الدول ستمتثل للعقوبات، وهو يعول على قدرة بلاده في فرض عقوبات ثانوية على أي دولة أو كيان ينتهك هذه العقوبات وتحرم من الأسواق والأنظمة المالية الأميركية.
وقد أتى تصريح الوزير الأميركي ردا على إعلان فرنسا وبريطانيا وألمانيا أن الولايات المتحدة لا تملك الحق القانوني لإطلاق ما يسمى ب”آلية الزناد” لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك إن “فرنسا وألمانيا وبريطانيا تشير إلى أن الولايات المتحدة لم تَعد مشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحابها من الاتفاقية” في 2018 وبالتالي لا يمكنها “أن تدعم هذه المبادرة التي تتعارض مع جهودنا الحالية الرامية لدعم خطة العمل الشاملة المشتركة”.
يقول “ريتشارد جوان”، عضو مجموعة الأزمات الدولية: بعد ستة أسابيع من “فوز” ترامب في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، يمكنه استخدام منبر الجمعية العامة للإضرار بالآخرين وإعلان عقوبات مالية ضد الأمم المتحدة لعدم رضاها عن هذه العملية وسوف يقوم بتطبيق آلية سناب باك”.
ورأت الدبلوماسية السابقة ويندي شيرمان التي شاركت في المفاوضات حول نص الاتفاق النووي في عهد إدارة أوباما أن كل هذه الإجراءات التي تقوم بها إدارة ترامب هي محاولة لقتل الاتفاق النووي مع إيران وجعل إحيائه بالغ الصعوبة في حال حدث “تغيير” في البيت الأبيض.
يشار إلى أن الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها إدارة ترامب حالياً ضد إيران تأتي بتحريض مباشر من الكيان الصهيوني وبعض الدول الخليجية التي عارضت الاتفاق منذ البداية، وهي تتزامن مع خطوات تطبيعية بين الكيان وهذه الدول يرعاها ترامب نفسه، حيث يحتاج لدعم اللوبي الصهيوني في أميركا للتجديد في البيت الأبيض، وهي جزء من مخطط أميركي صهيوني لزيادة التوتر والتصعيد في الخليج والدفع بإيران للقيام برد فعل ما دفاعا عن مصالحها ودفع الأذى عنها، بحيث يستخدم رد الفعل الإيراني ذريعة جديدة لتحريض المجتمع الدولي عليها وإسقاط الاتفاق النووي، انسجاماً مع المخططات الصهيونية التي تستهدف إضعاف إيران بسبب تبنيها للقضية الفلسطينية ودعمها للحقوق العربية ورفضها للمشاريع والأطماع والتدخلات الأجنبية في المنطقة.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر