الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
أعلنت الصين يوم الثلاثاء الـ 8 من أيلول الجاري عن مبادرة لوضع معايير عالمية لحماية أمن البيانات، قائلة: إنها تريد تعزيز التعددية في مجال “تتنمر” فيه “الدول الفردية” على الآخرين وتطارد الشركات.
ويأتي هذا الإعلان، الذي أصدره عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني (وانج يي)، بعد شهر من إعلان الولايات المتحدة الأميركيّة أنها تزيل التطبيقات الصينية “غير الموثوق بها” في إطار برنامج أطلق عليه اسم “الشبكة النظيفة”.
وكانت الولايات المتحدة قد اتخذت عدة إجراءات إلكترونية ضد الصين، ولا سيما للحدّ من إنتاج شركات إلكترونية أو إزالة تطبيقات إلكترونية لشركات صينية.
واستهدفت إدارة الرئيس الأميركيّ (دونالد ترامب) الشركات الصينية العملاقة، مثل: هواوي، و(تينسنت)، و(بايت دانس) المالكة لتطبيق (تيك توك)، ولقد منعت إدارة ترامب الصادرات الأميركيّة إلى هواوي وتخطط لحظر تيك توك في الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي، ولذلك أعلنت بكين عن تلك المبادرة.
وتدعو مبادرة الصين شركات التقنية إلى منع إنشاء ما يسمّى بالأبواب الخلفية في منتجاتها وخدماتها التي يمكن أن تسمح بالحصول على البيانات بصورة غير قانونية، كما يجب على المشاركين احترام السيادة والولاية القضائية وحقوق إدارة البيانات للبلدان الأخرى.
كما تدعو المبادرة المشاركين إلى عدم الانخراط في مراقبة واسعة النطاق للدول الأخرى، أو الحصول بصورة غير قانونية على معلومات من المواطنين الأجانب من خلال تقنية المعلومات.
وقال وزير الخارجية الصيني: “يجب التوصل إلى قواعد أمن البيانات العالمية التي تعكس رغبات جميع الدول وتحترم مصالح جميع الأطراف على أساس المشاركة العالمية لجميع الأطراف”، وتوجّهت بأن: “بعض الدول الفردية تنتهج بقوة مبدأ الأحادية، وتلقي بالمياه القذرة على دول أخرى بحجة النظافة، ثم إنها تطارد عالمياً الشركات الرائدة في البلدان الأخرى بحجة الأمن، إنّ هذا تنمر مفضوح وتجب معارضته ورفضه”.
وقد أعربت سورية وفق بيان خارجيتها عن دعمها وبقوة “المبادرة العالمية لأمن المعلومات” التي طرحتها الصين.
ففي ظلّ ثورة المعلومات والاقتصاد الرقمي تبدو الحرب الإلكترونية بين الصين وأميركا قد بدأت، وتظهر الإجراءات الأميركيّة بحقّ الصين للسيطرة على السوق والميدان الإلكتروني العالمي عبر خطوات أميركيّة انفراديّة للهيمنة على العالم الكترونياً.
ومن هنا تأتي أهمية المبادرة الصينية الدولية للحفاظ على أمن البيانات وسلاسل الإمداد في العالم ودفع تطور الاقتصاد الرقمي بما يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفاهية الشعوب ومكافحة فرض الضغوط والمضايقة على الشركات الأجنبية وممارسة الحمائية الرقمية بحجة الأمن القومي.
وهذه المبادرة تعمل على صيانة انفتاح أمن واستقرار سلاسل الإمداد العالمي ورفض تدمير البنية التحتية الجوهرية ورفض إساءة استخدام تكنولوجيا المعلومات للدول الأخرى كسرقة البيانات واختراق البيانات الشخصية وتعمل على تأكيد خيارات الشركات في مكان تخزين البيانات وعدم السماح بالحصول على البيانات من خارج الحدود سواء للشركات أو الأفراد من دون إذن الدولة المستضيفة.
لذلك يمكن اعتبار المبادرة الصينية حول أمن المعلومات خطوة إضافية تقوم بها الصين من أجل عالم تسوده المساواة في الفرص والعدالة والحرية واحترام الدول والأفكار وحمايتها وتستحق دعم كل دول العالم الحريصة على أمن البيانات العالمية وتطوير الاقتصاد الرقمي بما يخدم كل دول العالم وخاصة الدول النامية منها.