الاتهامات الأميركية الكاذبة لإيران هل تقود إلى حرب كارثية؟

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

يزعم المتحدثون باسم حكومة الولايات المتحدة وعلى رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو أن إيران الراعي الرئيسي “للإرهاب” في العالم!. ولهذا السبب، فإن احتمال أن تقوم الولايات المتحدة بشنّ حرب على إيران هو احتمال قائم للغاية.
ولكن يجب علينا أن نتذكر هنا أن إيران لم تقم بغزو أي دولة أخرى، أما الولايات المتحدة فهي تقوم حالياً بقصف أو دعم القصف في فلسطين واليمن وسورية وأفغانستان وليبيا والصومال، إضافة إلى أنها تعاقب فنزويلا من أجل تغيير النظام فيها، وهو ما أدى إلى معاناة لا توصف للشعب الفنزويلي.
والآن يمتلك بومبيو الجرأة ليتهم إيران برعاية الإرهاب في العالم، والحقيقة أن “الإرهاب” هو ما تمارسه وتدعمه الولايات المتحدة وليس غيرها في شتى أنحاء العالم .
إنّ ترامب وأتباعه يرشقون وباستمرار الاتهامات الزائفة لإيران بأنها تشكل تهديداً للعالم، ويقلبون جميع الحقائق، هذه هي سياسة الولايات المتحدة دائماً والتي استمرت لقرون في صنع الحروب، فعندما تختلف مع سياسات دولة أخرى، تقوم باختلاق الأكاذيب بأن تلك الدولة تشكل تهديداً للعالم أو لمواطنيها، وتحافظ على هذا الخطاب حتى يبدأ بعض الناس بتصديقه، ثم تقوم بشن الحرب على هذه الدولة.
وبشكل عام، فإن الأشخاص الوحيدين الذين يشاركون في هذه الحكاية الخرافية هم أعضاء الكونغرس الأميركي الذين يتمتعون بقدر كبير من المرونة عندما يتعلق الأمر بشن الحروب على الدول الأخرى.
في عام 2015، دخلت إيران والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة في اتفاقية تُعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). وقد عالجت هذه الاتفاقية الخلافات بشأن البرنامج النووي في إيران مقابل إنهاء العقوبات ضدها. وتمّ التوقيع على الاتفاقية في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما، وليس خافياً على أحد أن ترامب حاول خلال ما يقرب من أربع سنوات في البيت الأبيض القيام بنقض كل ما أنجزه أوباما.
وبعد توقيع الاتفاق، ازدادت العلاقات التجارية بين إيران والدول الأخرى، حيث خضعت أنشطة التطوير النووي الإيرانية للمراقبة عن كثب، ومن المهم أن نلاحظ هنا أن الحكومة الإيرانية أكدت دائماً، ولا تزال، أن تطويرها للبرنامج النووي كان للأغراض السلمية فقط، الأمر الذي لا يمكن قوله عن البرنامج النووي للولايات المتحدة.
لكن، وعند وصول ترامب إلى البيت الأبيض قام بانتقاد الاتفاق النووي واصفاً إياه بأنه “أسوأ صفقة على الإطلاق”، وبمجرد تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي، وهو المعروف بشدة عدائه لإيران، قام فوراً بإلغاء الاتفاق، وخرجت الولايات المتحدة من الاتفاقية، وأعلن بولتون أنه بحلول 11 شباط 2019، والتي تصادف الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، سيكون هناك “تغيير للنظام” في إيران. وفي الواقع، تمّ وضع الخطط لتحقيق ذلك، وكان انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وإعادة فرض العقوبات على رأس هذه المخططات، وقد باءت بالفشل جميع محاولات بولتون خلال فترة وجوده كمستشار للأمن القومي، حيث كان أبرز المحرضين للتصعيد تجاه إيران.
لم يفهم هو والعديد من السياسيين الأمريكيين أبداً، أو حتى لم يحاولوا فهم الحماسة القومية للشعب الإيراني واعتزازهم بثورتهم وحكومتهم.
إن حكومة الولايات المتحدة، وبفرضها العقوبات على إيران، سببت الأذى والمعاناة للشعب الإيراني، حتى أن ترامب رفض المناشدات الدولية من أجل تعليق العقوبات مؤقتاً، على الأقل خلال فترة انتشار وباء كورونا.
ولا شكّ أنّ العقوبات، والتي يعرّفها البعض على أنها جريمة حرب، هي طريقة مجربة وحقيقية للإرهاب الأميركي، ففي العراق، تسببت العقوبات المفروضة عليه ولعدة سنوت بموت ما لا يقل عن نصف مليون طفل عراقي. ففي عام 1996 سألت” ليزلي ستال”، مراسلة برنامج “60 دقيقة”، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مادلين أولبرايت عن هذا الموضوع قائلة: “سمعنا أن نصف مليون طفل قد ماتوا، أعني هذا العدد من الأطفال هو أكثر بكثير ممن ماتوا في هيروشيما، هل كان الثمن يستحق ذلك؟ “، فردت عليها أولبرايت: “أعتقد أن هذا خيار صعب للغاية، لكن نعم نعتقد أن الثمن كان يستحق ذلك”.
وهنا يمكن للمرء أن يتساءل كيف أن اتخاذ قرار بشأن قتل نصف مليون طفل هو “خيار صعب للغاية”. لكن لا غرابة، فهذه هي حقيقة الولايات المتحدة، فتحقيق أهدافها الجيوسياسية يستحق أي ثمن من وجهة نظر إدارة البيت الأبيض، حتى ولو كان هذا الثمن هو سفك دماء نحو نصف مليون طفل بريء.
والآن ماذا عن العقوبات ضد إيران، الدولة التي يزيد عدد سكانها عن ضعف عدد سكان العراق؟. لقد تم تلفيق الاتهامات الكاذبة من قبل الولايات المتحدة بأن إيران تشكل تهديداً للعالم وقامت بفرض العقوبات عليها، والسؤال هنا هو: كم عدد الأطفال الذين ستتسبب الولايات المتحدة بموتهم من أجل تحقيق أهدافها العدوانية؟.
لقد تصاعد العدوان
على إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، فقامت باغتيال اللواء قاسم سليماني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ولا يسع المرء إلا أن يتخيل ماذا كان سيكون رد الولايات المتحدة لو أن إيران مثلاً قامت باغتيال جنرال أميركي بارز؟!.
لكن وعلى الرغم من العديد من الكلمات والإيماءات العدائية التي أطلقها ترامب خلال فترة رئاسته، فإن هزيمته في الانتخابات في تشرين الثاني من العام الجاري ليست مؤكدة، كما أنّ جو بايدن، خصمه في الانتخابات الرئاسية، يشكّل بالكاد عاملاً ديناميكياً للتغيير الذي سيقود إلى نظام عالمي جديد.
ولا شك أن فترة ولاية ثانية لترامب ستجرّ الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران، والتي ستسبب دماراً كبيراً للعالم أكثر مما قد يتخيله ترامب الجاهل وغير المطلع، وقد تجتاح مثل هذه الحرب الكثير من أنحاء العالم، مع إمكانية التسبب بالمزيد من المعاناة لم تشهده البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.
اذاً، يجب أن تقف دول العالم في وجه الولايات المتحدة ويجب أن يكون هدف الجميع هو تجنب نشوب هذه الحرب الكارثية.

المصدر American Herald Tribune

آخر الأخبار
أربعة مراكز رعاية صحية مسائية في السويداء رئيس الوزراء العراقي: استقرار سوريا ركيزة أساسية لحماية الأمن العراقي 28 ضبط مخالفة تعدٍّ على مياه الشرب في الصنمين ترميم أقسام في مستشفى بصرى الشام الوطني أهالي كفرسوسة لـ"الثورة": نطالب بإلغاء المرسوم 66 ما سرق باسم القانون سيعود باسم العدالة الانتقالية " السياحة " توضح: لا منع لأي نوع من ملابس السباحة في الشواطئ والمسابح مياه الشرب منكهة بطعمة بالصرف الصحي في المزة 86  القيمة السوقية تتخطى حاجز الـ 2 مليار دولار  " التجاري " يسهّل إيداع الأموال في المنافذ الحدودية بالقطع الأجنبي  الشيباني يبحث مع نظيره النرويجي في أوسلو قضايا مشتركة المرفأ الجاف في حسياء الصناعية يدعم تنافسية الاستثمار فعاليات مجتمعية بطرطوس لمواجهة التلوث بالمواد البلاستيكية  معهد واشنطن: العنف الطائفي مرشّح للتصاعد ما لم تتحقق العدالة الانتقالية في سوريا باخرة تؤم مرفأ طرطوس محملة بـ 40 الف طن زيت نخيل لبنان: التنسيق مع دمشق والمنظمات الدولية لإطلاق خطة عودة النازحين السوريين تجميل وصيانة للمرافق في وسط دمشق.. وأحياء خارج دائرة الاهتمام "صحة حلب".. نقل مرضى الأمراض النفسية إلى مركز متخصص العدالة الانتقالية بين المفهوم العام ومطالب الشعب في سوريا  نشاط دبلوماسي سوري مكثف على هامش منتدى أوسلو للسلام فريق طوارئ لدرء مخاطر الكوليرا في درعا