الثورة اون لاين – زينب العيسى:
بعد ما يقرب من عشر سنوات من الحرب الإرهابية التي شنتها منظومة العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها وأدواتها من دول وجماعات إرهابية على سورية، لم يعد مستغرباً أن تلجأ تلك المنظومة لاستخدام أقذر أوراقها الاجرامية كي تمحو عار هزائمها وذل فشلها في تحقيق ما كانت تخطط له من استهداف سورية وإلحاقها بمشروعها الاستعماري المدمر في المنطقة، ولو كان الثمن سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، وذلك بهدف تشويه سمعة سورية وسمعة جيشها البطل الذي خاض أقسى حروب العصر وانتصر فيها.
ومجدداً تحاول الإدارة الأمريكية عبر ما تبقى من إرهابييها ومرتزقتها في إدلب العودة لاستخدام اسطوانة “الكيميائي” المشروخة، علما ان الدولة السورية لا تملك في الاصل أي أسلحة كيميائية، وسبق أن تخلت عن مخزونها عام 2015 بإشراف أممي، كي لا تستخدمها منظومة العدوان مرة جديدة كذريعة رخيصة للاعتداء عليها، كما جرى في مناسبتين أثبتت الوقائع والتقارير التي أجرتها لجان تحقيق أممية أنها كانت ذرائع باطلة، وغاية الأميركيين الذين يحتلون جزءاً من الأرض السورية وينهبون ثرواتها أن يعرقلوا تقدم الجيش العربي السوري وثنيه عن تحرير محافظة إدلب واجتثاث ما تبقى فيها من بؤر الإرهاب وتنظيماته التكفيرية الظلامية، حتى لا تسنح له الفرصة من أجل التوجه شمالا وشرقا طرد المحتلين الأميركي والتركي من الجزيرة السورية.
فاليوم، تتهيأ أجواء إدلب مجدداً للعبة خبيثة بإشراف الاستخبارات التركية العميلة للأميركيين، من أجل افتعال مسرحية “كيميائية” بقصد التحريض والتجييش ضد الدولة السورية، حيث أكدت مصادر روسية إنه يتم تجهيز إحدى القرى في جنوب غرب إدلب بواسطة إرهابيي “جبهة النصرة” ومساعدة أصحاب ”الخوذ البيضاء” للقيام بالسيناريو ذاته الذي قاموا بتأديته سابقا في خان شيخون ودوما، وهي تمثيلية استعراضية يتم فيها تجهيز الكاميرات والأطفال والنساء وكبار السن لحالات اختناق مفتعلة ورش مياه على الضحايا الافتراضيين لإقناع العالم بحدوث هجوم كيماوي حيث يتم بعدها إلصاق التهمة بالجيش العربي السوري كما تجري العادة، دون انتظار أي تحقيق أو تحقق من الحادث لمعرفة ملابساته كي يتم استخدامه ذريعة لعدوان أو عقوبات اقتصادية أكثر قسوة ضد الشعب السوري.
فقد أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية أن الإرهابيين بالتعاون مع جماعة (الخوذ البيضاء) وبدعم من مشغليهم يخططون بالتنسيق مع مخابرات النظام التركي للقيام بفبركة مسرحية يتم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في إدلب بعد أن قاموا بتخزين المواد الكيميائية فيها مؤخراً.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة إن إرهابيي ما تسمى (هيئة تحرير الشام) بالتنسيق مع جماعة (الخوذ البيضاء) الإرهابية وبدعم من مشغليهم الغربيين قاموا خلال الأيام القليلة الماضية بإحضار 2 طن من المواد الكيميائية وخزنوها في بلدة تقع جنوب غرب إدلب حيث يتم التخطيط بالتنسيق مع أجهزة المخابرات التركية لفبركة مسرحية يتم فيها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء في أقرب وقت ممكن بهدف اتهام الجيش العربي السوري وحلفائه بها.
الجميع بات على علم ودراية ـ والوثائق تؤكد ذلك ـ بأن مجموعة ”الخوذ البيضاء” الإرهابية، قامت بمساعدة الجماعات الإرهابية في استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين وضد عناصر الجيش العربي السوري في فترات عديدة، وكانوا أداة رخيصة لعدد من دول محور العدوان كالولايات المتحدة الأميركية وتركيا وبريطانيا والكيان الصهيوني والنظام السعودي لفبركة الأكاذيب الرخيصة ضد الدولة السورية، حيث ما تزال محافظة إدلب تشهد على أنشطتهم المشبوهة فيها.
لقد آن للمجتمع الدولي ولمنظماته المختصة أن يعي حقيقة هذه المخططات الخبيثة التي تستهدف الدولة السورية وشعبها، فالولايات المتحدة التي تدعي حرصها على أرواح المدنيين قامت باستخدام أسلحة محرمة دوليا في الجزيرة السورية ضد المدنيين بذريعة حربها الكاذبة على تنظيم داعش الإرهابي، لذلك فإن واشنطن ومحورها المعادي هم آخر من يحق لهم الكلام عن حماية المدنيين والدفاع عن حقوقهم لأنهم كانوا الأكثر إجراما بحقهم والأكثر دعما وتسليحا ورعاية للإرهاب.