الثورة اون لاين- بيداء قطليش:
على وقع التصعيد التركي، ومع تعقد المشهد في شرق البحر الأوسط، تسعى الإدارة الأميركية التي تشرف على نسج مثل هذه النزاعات، للاستثمار بما يجري من خلافات بين النظام التركي واليونان في المنطقة، وهذا ما بدا واضحاً بعد أن كانت واشنطن قد وقعت اتفاقا دفاعيا مع أثينا يتيح للقوات الأميركية استخدام منشآت عسكرية يونانية بشكل أوسع، ويعطي الاتفاق الولايات المتحدة أولوية في استخدام مرفأ الكسندروبوليس في شمال البلاد، وهو بوابة عبور إلى البلقان والبحر الأسود ويعتبر ذو أهمية استراتيجية بالنسبة للبحرية الأميركية و”لحلف شمال الأطلسي”.
وما يؤكد خبث النوايا الأميركية ما صدر بخصوص البيان الأميركي – اليوناني المشترك بشأن مراجعة الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واليونان ان البلدين سيناقشان مشاريع الطاقة خلال الحوار الاستراتيجي المقبل، حيث يعتزم البلدان إجراء الجولة الثالثة من الحوار رفيع المستوى في واشنطن عام 2021.
وجاء البيان بعد اجتماع بين وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في سالونيك اليوم، وذكر هذا البيان ان الولايات المتحدة واليونان ترحبان باستكمال القسم اليوناني من خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي، وأنهما تتطلعان إلى مناقشة دعمهما المتبادل للربط بين اليونان وبلغاريا، ومشروع ألكساندروبوليس لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز في أليكساندروبوليس، وخصخصة مرفق تخزين الغاز تحت الأرض في كافالا، ومشروع الربط بين اليونان ومقدونيا الشمالية، وغيرها من مشاريع مجدية تجاريا يمكن أن تشمل خط أنابيب الغاز إيست ميد”.
وقال البيان: أبرزت اليونان والولايات المتحدة شراكة إكسون موبيل مع توتال وهيلينك بتروليوم في التنقيب البحري في جزيرة كريت، بالإضافة إلى إمكانية الاستثمار الأميركي في قطاع الطاقة المتجددة من خلال قانون تحديث قانون البيئة اليوناني الذي تم التصديق عليه مؤخرا”.
كما رحب الجانبان بفتح استثمارات وعمليات استحواذ جديدة من قبل الشركات الأميركية في اليونان، وأكدوا التزامهم بتطوير هذا الاتجاه “.
وكان بومبيو زار قبل نحو أسبوعين قبرص حيث حضّ تركيا على وقف الأنشطة التي تُثير توتّراً في شرق البحر المتوسّط، داعياً جميع الأطراف إلى انتهاج السبل الدبلوماسيّة.
هذا ومن المقرر أن يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي لبحث التطورات في شرق البحر المتوسط وتحديد سبل التعاطي المشترك فيما بينهم مع تركيا في يومي 1 و2 تشرين الاول القادم.
وفي إشارة تدل على الانقسام الأوروبي الحاصل إزاء التعامل مع الاستفزازات التركية في شرق المتوسط، استبعد بيتر ستانو المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اتخاذ الاتحاد تدابير عقابية تجاه تركيا في الظرف الحالي.
وقال ستانو مستبقا بيومين انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي التي ستتناول العلاقات مع تركيا: إن الوقت ما زال مبكرا لاتباع نهج العقوبات، موضحا ان الاتحاد الأوروبي ما زال متمسكا بخيار الحوار بين أنقرة وأثينا لحل خلافاتهما وخفض التصعيد، لكن في حال “لم يحدث ذلك، يعود لزعماء الدول رؤية كيفية التقدم في التعامل مع تركيا”.
واتفقت اليونان وتركيا، العضوان في حلف شمال الأطلسي، على استئناف محادثات تمهيدية بشأن مطالباتهما المتعارضة بالسيادة على مناطق الموارد في شرق البحر المتوسط، بعد تصاعد التوتر بين الدولتين لأسابيع شهدت تصادما خفيفا بين سفينتين حربيتين تركية ويونانية.