ثورة أون لاين- راغب العطيه:
بينما تتزايد مخاوف الحكومات الأوروبية من خروج فيروس كورونا المستجد من السيطرة في موجته الثانية، واضعة المزيد من الإجراءات والتدابير الاحترازية، وخطط الإغلاق في مقدمتها، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الجانب الآخر سياسة الاستثمار في هذا الوباء لمصلحة حملته الانتخابية، مضللاً الأميركيين حول حقيقة موقفه من أزمة كوفيد19.
فالمسؤولون الألمان دقوا ناقوس الخطر جرّاء الارتفاع المتزايد في عدد الإصابات بالفيروس، بعدما تجاوز عدد الإصابات المسجلة يوميا في ألمانيا 4000 لأول مرة منذ مطلع نيسان الماضي.
وحذر لوثار فيلر مدير معهد روبرت كوخ لمراقبة الأمراض والوقاية منها في ألمانيا قائلاً: لا نعلم كيف سيتطور الوضع في ألمانيا في الأسابيع المقبلة، مضيفاً قد نسجل أكثر من عشرة آلاف حالة في اليوم، وقد ينتشر الفيروس بشكل خارج عن السيطرة، الأمر الذي دفع حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لدعوة السكان لتجنّب السفر إلى الخارج.
كما سجّلت النمسا الخميس أعلى حصيلة يومية على الإطلاق للإصابات بكوفيد-19 رغم التدابير التي اتّخذت في الأسابيع الأخيرة لاحتواء الوباء، وأظهرت أرقام صدرت عن وزارة الصحة تسجيل 1209 إصابات جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة.
وفي فرنسا بلغ عدد الإصابات اليومية 18746 الأربعاء، وهو رقم قياسي منذ بدأت عمليات الفحص واسعة النطاق، وصدرت أوامر في باريس بإغلاق الحانات والمقاهي لمدة أسبوعين للتخفيف من وتيرة تفشي الفيروس، بعد أسبوع تقريبا من فرض قيود جديدة في مرسيليا وغوادلوب في جزر الانتيل الفرنسية.
ومن المتوقع أن يعلن وزير الصحة أوليفييه فيران في وقت لاحق عن فرض قواعد أكثر تشددا في مدن أخرى.
كما أمرت السلطات بإغلاق الحانات الخميس في بروكسل، حيث مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وستبقى المطاعم مفتوحة في ظل قواعد صارمة للمحافظة على التباعد الاجتماعي، إلا أن الحانات والمقاهي ستغلق أبوابها بعدما بلغ عدد الإصابات الجديدة والحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات أعلى مستوياتها منذ نيسان.
وأما اسكتلندا ففرضت حظرا لأسبوعين على ارتياد الحانات في مدينتيها الرئيسيتين غلاسكو وادنبره ، ليزداد بذلك الضغط على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لفرض تدابير مماثلة في انكلترا.
لكن التحذيرات الصادرة عن خبراء الصحة حيال ارتفاع عدد الإصابات تصطدم بمعارضة متزايدة لتدابير الإغلاق في العديد من الدول، ولا سيما من قبل أصحاب الأعمال التجارية الأكثر تأثرا بالإجراءات ومتظاهرين مشككين بفعاليتها.
وفي إسبانيا، رفضت أعلى محكمة إقليمية في مدريد الخميس إغلاقا جزئيا فرض على سكان العاصمة البالغ عددهم 4,5 ملايين في عطلة نهاية الأسبوع.
وجاء في القرار أن الأمر يشكل تدخلا في “حقوق وحريات (أهالي مدريد) الأساسية”.
من جهتها فرضت السلطات البولندية على السكان وضع الكمامات في جميع الأماكن العامة اعتبارا من السبت، بعدما سجّلت البلاد حصيلة يومية قياسية للإصابات بلغت 4280 حالة.
وفي واشنطن واصلت طريقة تعاطي ترامب مع أزمة الوباء الهيمنة على الانتخابات الأميركية، إذ أعلنت اللجنة المنظمة للمناظرة الرئاسية الثانية المرتقبة في 15 تشرين الحالي بين ترامب وخصمه الديموقراطي جو بايدن أن الحدث سيجري عبر الإنترنت.
لكن ترامب سارع للتأكيد بأنه لن يشارك في مناظرة كهذه قائلا “لن أقوم بمناظرة افتراضية”.
كما هيمن التوتر الناجم عن وباء كورونا على المناظرة التي جرت بين نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ومنافسته الديموقراطية على المنصب كامالا هاريس، وساد هذه المناظرة تقاذف الاتهامات بين الجانبين حول حقيقة التعاطي من الوباء.
وسجلت الولايات المتحدة التي غادر رئيسها المستشفى هذا الأسبوع بعدما أصيب بالوباء الذي سبق وهوَّن من خطورته، أعلى رقم بين جميع دول العالم بأعداد الوفيات بـ210 آلاف وفاة.