الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
سلاماً مواعيد قلبي دمشق.. عنوان مجموعة شعرية تفيض عذوبة وتعبق منها رائحة الأرض والعشق الأبدي للوطن ..نفحات قومية.. وطنية .. وجدانية متنوعة الصور والمشاهد، برزت واضحة وجلية في أغلب قصائد الشاعر أيمن أبو الشعر … مشاعر وأحاسيس كشفت الغطاء عن فيض من القومية النابعة من الاعتزاز والفخر والانتماء للأرض والوطن فمن قصيدتة… (غزة) الى (سلاماً مواعيد قلبي دمشق) .. وليس انتهاء ب (أغنية الى عمان ) وصولاً إلى قصيدته (لبنان في القلب ) …الخ
وكحال أغلب من كتب شعراً لم يغب الحب عن أشعاره تلك ، فقد غلف به معظم أشعاره سواء حب الوطن أو حب المحبوبة ، حيث حجز له حيزاً لا بأس به في ديوانه هذا … ولكن العشق الأبرز والأكبر كان لمدينة الياسمين دمشق. ذلك العشق المتجذر الذي أبى إلا أن يفيض غزلاً وهياماً يقول في قصيدته: ” قلبي على قلبي احترق “
يا شام وجهي لم يزل قطر الندى
يروي سهوب العشق أفقاً للمدى
لي في مرابعها صهيلٌ شامخٌ زغرودة كالعقد يجمح حاضناً جيد الصّدى
رسم صوراً شعرية متنوعة تنم عن ثقافة نمت وكبرت في ظل الألم والمعاناة ممزوج بالحقد والحنق على غزاة الأرض والعرض والطامعين وما خلفوه من آثار حفرت في النفس ظلماً وألماً يقول:
جاؤوا من العصر المسيج بالسبايا والغنائم والقرون
يتراقصون مع الفؤوس
من حول قدرٍ هائلٍ تغلي به ماء الجنون.
حمل الشاعر هماً مجتمعياً وعربياً، حيث تغنى بالعواصم العربية وأبدع في الوصف ، حيث أفرغ ما ينتابه من دفق وجداني عاطفي يعيشه ، لعل القارئ يلمس تلك الصور الشعرية والجمالية.
التي تحثه على التمسك بالجذور والتغني بالأرض وهذه الصور والمشاهد طافحة بالمجموعة، حيث الشواطئ والجبال والضوء والظلام.
يتألم الشاعر من المشاهد المأساوية
ويتوجع على معاناة الناس، لكنه يزرع الأمل في النفوس ويحاول اقتلاع أشواك اليأس من رؤسهم يقول:
إنها معزوفة التاريخ والأسطورة الأشهى شموساً
تستفيق من تحت الرماد والقصف
ألحاناً تعيد الخصب إذ تحيي
رؤى تموز مذ يعلي انتصارات الحياة كالندى ينساب في جيد الموات.
قدم الشاعر فيض عذوبة روحه بطريقة محببة سلسة ، واضحة تستفز مشاعر القارئ، ليجد نفسه يتفاعل معها مستخدماً براعته في رسم الكلمات واللوحات الشعرية والاستعارات يقول الشاعر : إذا ما تمرى بضوء القمر
قنادل كبادك الحلو عند السحر
مواعيد خصبك في النبض برق
لفجر جديد وشعب سعيد
بزندٍ بلا مطرقات
يدق الحديد الرؤى إذ يدق
سلاماً مواعيد قلبي دمشق .
المجموعة صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب