الثورة أون لاين – سامر البوظة :
على الرغم من الجهود الدولية المكثفة لاحتواء الأزمة القائمة في شرق المتوسط والتي أججها النظام التركي مع اليونان على خلفية أزمة تقاسم موارد الغاز في المنطقة, يصر هذا النظام على المضي في نهجه العدواني والاستفزازي متجاهلا كل الدعوات للتهدئة ونزع فتيل الأزمة التي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة, ويثبت مرة أخرى أنه مخادع ومراوغ ولا يمكن الوثوق به خاصة بعد أن قرر نظام أردوغان إرسال سفينة التنقيب ” أوروتش رئيس ” مجددا إلى المنطقة لتواصل عمليات المسح والتنقيب, ليبدد بذلك كل الآمال المعقودة للوصول إلى توافق منذ أن وافق الطرفان على التفاوض لحل الخلافات.
وزارة الخارجية اليونانية نددت بقرار النظام التركي إعادة سفينة التنقيب إلى شرق المتوسط، وقالت إن الإجراء يشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليميين, وإن تركيا غير جديرة بالثقة وغير صادقة في رغبتها بالحوار، وذلك حسب قناة “فرانس برس”.
وأكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس أن أنقرة تقف وراء كل الأزمات والمشكلات في المنطقة، وقال في نهاية اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: لقد أتيحت لي الفرصة اليوم لإبلاغ زملائي في المجلس بالأنشطة الجديدة غير القانونية لتركيا داخل الجرف القاري اليوناني، جنوب جزيرة “كاستيلوريزو”.
وأضاف الوزير إنه أوضح لنظرائه الأوروبيين أن تركيا تعمل كمخرب للسلام والاستقرار في المنطقة، وتعمل ضد القانون الدولي, وأنها القاسم المشترك في كل المواقف الإشكالية في المنطقة، كـ(قره باغ، وسورية، والعراق، وقبرص، وجنوب شرق البحر الأبيض المتوسط).
وكانت تركيا أعلنت أنها سترسل مجددا إلى شرق المتوسط سفينة تنقيب كانت محور النزاع مع اليونان بشأن حقوق استكشاف موارد الطاقة، ونشرت وكالة “الأناضول”، اليوم الاثنين، صورا لسفينة المسح الزلزالي ” أوروتش رئيس ” بعد مغادرتها ميناء أنطاليا لتبدأ مهامها في شرق المتوسط.
وفي لهجة تحمل تحديا، كتب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز على تويتر أن تركيا “ستواصل البحث والحفر و إذا كان هناك غاز طبيعي، سنعثر عليه بالتأكيد”.
ومساء أمس، الأحد، أصدرت البحرية التركية إخطارا، قالت فيه إن السفينة التركية أوروتش رئيس ستجري مسحا زلزاليا في شرق البحر المتوسط خلال العشرة أيام المقبلة، في خطوة من المرجح أن تجدد التوترات مع اليونان.
وكانت تركيا قد سحبت السفينة أوروتش رئيس من المياه المتنازع عليها، بحجة إعطاء فرصة للدبلوماسية، على حد زعمها, وذلك قبل اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي، فيما قال الأخير بعد القمة، إنه سيعاقب تركيا إذا استمرت في عملياتها في المنطقة, في خطوة قالت أنقرة إنها ستؤدي إلى زيادة توتر العلاقات مع والاتحاد الأوروبي.
وعقد وزيرا خارجية تركيا واليونان الخميس في براتيسلافا أول اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ بدء التوتر، واتفقا على إجراء محادثات ثنائية بشأن الخلافات.
ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية الألماني أنقرة الأربعاء، بحسب ما نقلته محطة “تي آر تي” التركية الحكومية، وسيكون التوتر في شرق البحر المتوسط على رأس جدول الأعمال.